02 - 03 - 2023, 01:10 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هِيَ وَاحِدَةٌ.
لِذَلِكَ قُلْتُ إِنَّ الْكَامِلَ وَالشِّرِّيرَ هُوَ يُفْنِيهِمَا [22].
يصر أصدقاء أيوب على أن الأبرار ينجحون في هذا العالم ومصونون من التجارب، وإن لحقتهم سرعان ما تُرفع عنهم. أما الأشرار ففاشلون تحوط بهم التجارب في هذا العالم وتسحقهم، وليس من منقذ. أما أيوب فيؤكد عكس ذلك فقد ينجح بعض الأشرار في هذا العالم ويزدهرون، بينما يتعرض الأبرار للتجارب المتلاحقة. هذه هي نقطة الخلاف الرئيسية في كل المناقشات بين أيوب وأصدقائه، هدفها أن يؤكد الأصدقاء بأن أيوب شرير مرائي، يحمل صورة التقوى ويخفى شرورًا تغضب الله.
يؤكد أيوب هنا أن الأحداث الزمنية ليست هي المقياس للتعرف على حقيقة الإنسان إن كان بارًا أو شريرًا.
"هي واحدة"، قد تحل النكبات على الأشرار كما على الأبرار، والموت يحل بهؤلاء وأولئك. "السيف يأكل هذا وذاك" (2 صم 11: 25). يأكل يوشيا الملك الصالح كما يأكل آخاب الملك الشرير. هكذا نرى أن "الكامل والشرير هو يفنيهما". لقد أُرسل الصالحون والأشرار معًا إلى سبي بابل (إر 24: 5، 9).
* "هي واحدة، أنا قلت الكامل والشرير هو يفنيهما" [22]. يمكن توضيح ذلك بالكلمات التالية: إني قلت هذه الكلمات عن نفسي، حتى وإن كنت كاملًا لا أظهر كاملًا لو فُحصت بدقة، ولا إن كنت شريرًا أظهر هكذا إن بقيت مخفيًا، أنسحب من الامتحان الدقيق الثاقب. أما الديان الحازم فهو يدرك كل الأمور، ويخترق حيل الأشرار بطريقة عجيبة. من أجل البلوغ إلى الأفضل يدين كل حسب ميله.
البابا غريغوريوس (الكبير) * أليست هذه هي منطوقات مواطن أورشليم السماوية:
"صارت دموعي لي طعامًا نهارًا وليلًا" (مز 3: 42).
"أعوم كل ليلة سريري بدموعي، بدموعي أبلل فراشي" (مز 6: 6).
"تنهدي ليس بمستور عنك" (مز 9: 38).
"حزني قد تجدد" (مز 2: 39)؟
أليس أولاد الله الذين يئنون مثقلين لا يريدون أن يتعروا، بل يلبسوا فوقها حتى يُبتلع المائت من الحياة؟ أليس حتى الذين لهم ثمار الروح يئنون داخلهم مترقبين التبني، خلاص أجسادهم؟ (رو 23:8).
ألم يكن للرسول بولس نفسه مواطن أورشليم السماوية هذا كله عندما كان مثقلًا وفي حزن قلب مستمر من أجل إخوته الإسرائيليين؟ لكن سوف لا يكون موت في المدينة إلا عندما يُقال: "أين نضالك يا موت؟ أين شوكتك يا موت، فإن شوكة الموت هو الخطية" .
|