27 - 02 - 2023, 04:55 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لَيْتَ كَرْبِي وُزِنَ،
وَمَصِيبَتِي رُفِعَتْ فِي الْمَوَازِينِ جَمِيعَهَا [2].
كشف أيوب عن كربه، أنه لا يمكن تصويره تمامًا، ولا أن يدركه أحد إدراكًا كاملًا. وليس من ميزانٍ في العالم يستطيع أن يزن حزنه، فطلب أن تُجمع كل الموازين لتزن حزنه الشديد.
* "فأجاب أيوب وقال: آه، من يزن بالحق كربي، ويرفع مصيبتي في الموازين جميعها؟" هذه العبارة تخص الكلمات السابقة (3:4-5): "أنت قد أرشدت كثيرين... وثبت الركب المرتعشة، والآن إذ جاء عليك ضجرت، إذ مسَّك ارتعت".
أود أن تصير كربتي واضحة، وتدرك أنه ليس أحد اختبر مثل هذه الأحزان. تطلع إلى كارثتي، فإنها بطبيعتها تقيم لي عذرًا، وإن كان على وجه الدقة ما يخصني هو أمر لا يغُفر...
لقد برهن أليفاز على أن هذه الكارثة بسبب شره، مقدمًا الحجة على ذلك: "أذكر من هلك وهو بريء، وأين أبيد المستقيمون؟" (7:4). إنه يقول تمامًا كما قال البرابرة عن بولس بعد أن لدغته الحية في مالطة: "لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر" (أع 4:28).
يقول: البشر - خاصة العامة - يحكمون على الأحداث بطريقة ساذجة عشوائية، لا يضعون أساسًا لأحكامهم على تصرفات الشخص، بل بالحري على ما يحل به من تأديبات وعقوبات. لهذا يقول أليفاز: "هل المائت (الإنسان) أبرّ من الله؟" (17:4). يجيب أيوب: لا أستطيع أن أجيب، ولا أن أقول إنني أعاني من أحزانٍ كثيرةٍ ومرعبةٍ هكذا دون أن أرتكب أية خطية، فإن الضربات تنطق ضدي. يقول: إني أستطيع أن أقترب من القدير وأناضل معه.
* مَن الذي يُعطَى له لقب "الموازين" سوى الوسيط بين الله والإنسان، الذي جاء ليزن استحقاق حياتنا ويُنزل معه كل من العدل والحنو معًا؟
البابا غريغوريوس (الكبير)
|