رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ج١ " لأننا رائحة المسيح الزكية لله " ( 2 کو 2 : 15 ) ١- أنا مسیحی لا نجد أجمل من كلمة « مسیحی » حتى نعبر بها عن سلوكيات الإنسان المسيحي . م : رمز المحبة:- ١- الإنسان المسيحي هو مركز المحبة . ٢- المحبة تشكل كيان الإنسان وحياته وفكره وطريقة معاملاته . ٣- الحب يوجـه مـبـاشـرة إلى الإنسان الآخـر لكونه إنسانا وليس لأي سبب آخر . ٤- الإنسان المسيحي الذي ولد من الماء والروح يقدر ويستطيع أن يحب كل أحد . ه - كل معاملات الإنسان المسيحي تنطلق من قلبه المحب . ٦- المحبة التي نأخذها من مسيحنا القدوس تقدر على كل شيء . ٧- تستطيع أن تربي أبناءك وبناتك بالمحـبـة وليس بالغضب . ۸- تستطيع أن تخـدم وتنجح إذا امتلأ قلبك بالمحبة . س : رمز السلام:- ١- المسـيـحـي صـانـع سـلام « طوبی لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون » ( مت ٥: ٩ ) . ۲- صناعة السلام هي من النعم التي تغيب عن أماكن كثيرة . ۳- من الكلمات التي لا تصنع سلاما كلمة « لا » فـحـاول أن تتجنبها أو تستبدلها في حديثك . ٤- الوسيلة الأولى لصنع السلام هي أن يتضع الإنسان ، واتضاع الإنسان يظهر في كلمة أو ابتسامة أو لفتة أو مجرد تصرف بسيط . ی : رمز اليقظة:- ۱- الإنسان المسيحي دائما في يقظة من أجل نصيبه السماوي . ۲- لا تجعل أي شيء يسـرق إكليلك السماوي . ٣- اليقظة هي التي تجعل الإنسان دائما منتبها . ٤- حالة الغفلة هي التي تسبق كل خطية . ٥- الإنسان المسيحي يقـدم توبته كل يوم ، يسهر كل يوم في يقظة . ح : رمز الحكمة:- ١- الإنسان المسيحى يتـمـيـز بالحكمـة « فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام » ( مت 10 : ١6 ) ، حكمة معها بساطة . ٢- إذا كانت لك حكمة الحـيات فقط فهى مكر وخبث ودهاء ، وإذا كانت لك بساطة فقط بدون حكمة ربما تكون غير واع .. لذلك قم بعمل توازن بين الاثنين فـتكون حكيـمـا بالحقيقة . ٣- إذا أردت أن تتعلم الحكمة جيدا اقرأ سفر الأمثال يوميا بحسب تاريخ اليوم ( مثلاً يوم ٣ اقرأ أصحاح ٣ ، وهكذا شهريا ) . ى : ينبوع تعزيات:- ١- الإنسان المسيحي لا ينقل الأخـبـار السيئة ، لأنه يجب أن يكون مفرحا دائما . ۲- اجـعـل كـلامك به روح رجـاء .. ليكون كلاما مشجعا لكل من يسمعك . ٣- الإنسان المسيحي يؤثر فيه روح الله ، ويسعى ليصل إلى السماء . ٤- الإنجيل بشارة فرح فارتبط به كل يوم ، تصبح ينبوع تعزيات حقيقية . |
20 - 02 - 2023, 11:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة جظ¢ المسيحى له ثلاثة جوانب تشكل كيانه "ولـكـن شـكـرا لـلـه الـذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ، ويظهـر بنا رائحة معرفته في كل مكان " ( غ² کو 2 : 14 ) . ثلاثة جوانب تشكل كـيـان الإنسان المسيحي أولاً : - يأخـذ من المسيح : - كل يوم يأخذ من المسيح لكى يصير له وجه المسيح ( وجه النعمة ) . وذلك من خلال أربعة مصادر :- ظ،- الكتاب المقدس بعهديه وأسفاره . ظ¢- الصلوات بكل نوعياتها . ظ£- السنكسار تاريخ يحمل الله في حياة الإنسان . ظ¤- التسبيح والترنيم « الإبصلمودية . الإنسان الذي لا يمارس هذه الأربعة هو إنسـان مـسـيـحي بالاسم وليس مسيحيا حقيقيا . ثانيا : - يكره الخطية : يكرهها من قلبه . + يكره الخطيـة لكي يصـيـر لـه قلب المسيح القلب النقي. + يقدم توبة كل يوم بحثاً عن نقاوة قلبه ( مت 5 : 8 ). + تصـيـر لـه درجـات عـالـيـة من الحساسية تجاه الخطية. + يتجنب دائما كل ما يعكر حيـاته وقلبه. ثالثاً : يشتاق إلى الأبدية كل يوم :- غ±- له حنين داخلي كل يوم للوصـول إلى السماء. ظ¢- له فكر السماء والأبدية . ظ£- له فكر المسيح « أنا أمـضي لأعـد لكم مكاناً ، ( يو 14 : 2 ) . بهذه الثلاثة يتشكل الإنسـان المسيحي + ، ولكن شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسبح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان ، لأننا رائحة المسيح الزكية لله ، في الذين يخلصـون وفي الذين يهلكون . لهؤلاء رائحة موت لموت ، ولأولئك رائحة حياة لحياة ، ومن هو كفؤ لهذه الأمور ؟ لأننا لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله ، لكن كما من إخلاص ، بل كما من الله نتكلم أمام الله في المسيح » ( غ² کو 2 : 14 -غ±غ· ) * احرص أن تكون حياتك مسيحية + احـرص أن تأخذ من المسيح كل + احرص أن تكره الخطية كل يوم . + احرص أن تشتاق إلى الأبدية . بهذه الأربعة ينطبق عليك قول السيد المسيح : « أنتم نور العالم » ( مت 5 : 14 ) . |
||||
13 - 04 - 2023, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( ظ£ ) الله يحبنى « ولكن الله بين مـحـبـتـه لنا ، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ( روه : 8 ). الحديث عن محبة الله حديث متصل ومستمر ولا يمكن أن تكون له نهاية لأن الله محبة والله لا نهائي ، ونقف جميعا يا إخوتي أمام عمل المسيح وعمل الفداء على الصليب صامتين مـتـأملين عظمة هذه المحبة . سمات محبة اللهأولاً : محبة شخصية :- ظ،- وجـودك له هدف : الله خلقك وأوجـدك لـهـدف ولخطة موضوعة لك ، كإنسان فريد لا مثيل له. غ²- وجـودك باسمك : مـحـبـة الله لك هي مـحـبـة شخصية . غ³- محفوظ في فكر الله : الله لا ينسى أحدا لعل أقرب مثل لأذهاننا هو زكا العشار الذي كان منشغلاً بأعمال كثيرة ظنا منه أن السعادة هي في المال ، وعندما سمع عن الرب يسوع ذهب ليراه ، تغيرت حياة زكا العشار وبعد أن كان يشعر أنه قليل الامكانيات « قصير » شعر خلال وقت قليل أنه امتلك كل شيء ، ووجـد أن مـا بين يديه هو تراب ، فبدأ يوزع أمواله على المساكين والمحتاجين ، فالله لم ينس زكا في وسط الزحام بل دعاه باسمه . ظ¤- اكتشف محبته الطريقة الوحيدة لكي ما تكتشف مـحـبـة المسيح الشخصية هي أن تصلي . ثانيا : محبة باحثة :- ظ،- تفتش عليك : محبة الله تفتش عن كل أحد . المسيح له المجـد ذهب ليبحث عن امرأة لها سلوك رديء في المجـتـمـع ليخلص بها مــدينـة السـامـرة « يوحنا ظ¤ » هـذه المـرأة كانت منسـيـة من مجتمعها . مكث عند أهل السـامـرة يومين وكانوا ينادونه مخلص العالم . غ²- تفـتـقـدك برسائل : الله يرسل لكل إنسـان رسائل ، في كلمة من طفل في عظة تسمعها أو في کتاب تقرأه في حدث أو خبر . غ³- تنتظر قبولك : القلوب التي تقبله وتفرح به ظ¤- تفـتـقـدك في كل مراحـل عـمـرك : الله يفـتـقـد الإنسان بالرغم من سقوطه في الخطية ويبحث عنه . ثالثاً : محبة متأنية - المحـبـة تتأنى : - يقول الكتاب المقدس : « المحبة تتأنى » ( اکو 4 : 13 ) أقـرب مـثل لنا هو القديس أوغسطينوس .. الله تأني عليه وأرسل له رسائل وجعله يقابل القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو ، ويقرأ سيرة الأنبا أنطونيوس التي كتبها البابا أثناسيوس أثناء نفيه ، وافـتـقـده بـدمـوع والدته ، وبعد سنوات طويلة في الخطية يقدم توبة ويصير شفيعا للتائبين . رابعاً : محبة مشجعة : - ظ،- التـشـجـيع عنصـر مـهـم جـدا في الحـيـاة الروحية . ظ¢- الحياة الروحية ليست مجرد تغصب ، ولكنها تحتاج إلى تشجيع أمثلة للتشجيع شاول الطرسوسي الذي قال عن نفسه : « كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط » ( غل غ±غ³ : غ± ) ، ويظهـر لـه اللـه وهو في طريقه إلى دمشق وتعامل معه ويتحول شاول إلى بولس الرسـول ويكتب رسائل ومنها أصحاح مخصوص يتحدث فيه عن محبة الله ( كورنثوس الأولى غ±غ³ ) نسـمـيـه أنشـودة المحـبـة الخالدة بـطـرس الرسول الـتـلـمـيـذ الذي شـاهـد مـعـجـزات السيد المسيح ، ويأتى قـبـيـل الصليب وينكره ، وندم وبكى بكاء مرا ، ويظهر له السيد المسيح بعد القيامة ويسأله : « يا سـمـعـان بن يونا ، أتحبني ( غŒوا ظ،ظ¥ : ظ¢ ) ، وكانت إجابة بطرس : « نعم يارب ، أنت تعلم أني أحـبك » ( يو ظ،ظ¥ : ظ¢ظ، ) ، ويرد عليـه الـسـيـد المسيح : « ارع خرافي » ( غŒو ظ،ظ¥ : ظ¢ظ، ) ، ويعـود بطرس إلى مـرتـبـتـه الأولى ويخدم المسيح حتى صلب منكس الرأس ، لأنه لـم يـحـتـمـل أن يصـلب مـثل سيده ، إنها محبة المسيح المشجعة التي غيرته. خامساً : محبة مؤثرة:- غ±- اختبر التأثير : أعط فرصة لنفسك عندما تقف أمام الله لترى أبعاد هذه المحبة وكيف تؤثر فيك . غ²- دائرة التأثير : إن مـحـبـة المسيح مؤثرة في قلب الإنسان ، ولكن الإنسان البعيد عن كلمة الله كيف يشعر بمحبته . سادساً : محبة دائمة:- ظ،- مـحـبـة الله : مـحـبـة بلا حـدود ، أمـا الحب البشرى قد يدوم وقتا وينتهى . ظ¢- المرأة الخاطئة : ذات يوم أتوا بالمرأة الخاطئة التي أمسكت في ذات الفعل أمام المسيح لترجم واستعدوا لتنفيذ الحكم عليها بقساوة وبلا رحمة ، ولكن بمحبة المسيح ورحمته قال لها : « يا امرأة ... أمـا دانك أحد ؟ .. ولا أنا أدينك ، اذهبي ولا تخطئى أيضا » ( يو ظ¨ : ظ،ظ* - غ±غ± ) |
||||
19 - 04 - 2023, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( ٤ ) ٤- الله يريدني ( يونان النبي ) « حين أعيت في نفسي ذكرت الرب ، فجاءت إليك صـلاتي إلى هيكل قـدسك . الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم . أما أنا فـبـصـوت الـحـمـد أذبح لك . وأوفي بما نذرته . للرب الخلاص » ( یونان ۲ : ۷-۹ ) هل تتطابق مشيئتك الشخصية مع المشيئة الإلهية ؟ عندما تصلى « لتكن مشيئتك » هل فعلاً تقصـد مـا تقـول أم أنك تسير على حسب مشيئتك الشخصية ؟ في أحداث قـصـة يونان نقف أمام هذا السؤال ، وكيف أجاب يونان وربان السفينة على هذا السؤال . إن الله كان يهتم بإنقـاذ شعب مدينة نينوى ، وربان السفينة يهـتم بإنقاذ ركاب السفينة . أما يونان على الرغم من أنه نبي من الأنبياء ظهر في القرن الثامن قبل الميلاد - كان يشغله سؤال واحد فقط هو : كيف أنقذ نفسي ؟! ولكن ما هي خطة الله لإنقاذ شعب نينوى ؟ الله كانت لديه خطة ليخلص شـعب مـدينة نينوى الذي قال عنهم في نهاية السـفـر : إنهم كانوا اثنتى عـشـرة ربوة ( والربوة عـشـرة آلاف ) وغـالـبـا كـان هذا العدد ينطبق على الرجال فقط دون الأطفال والنساء ، ولكنهم ذات قيمة غالية عند الله وأراد أن يخلصهم . أولاً : اختيار وإرسال : اختار الله شخصا ليرسله إليهم وكان هذا الشخص هو يونان النبي ، ولكن يونان لم يـتـمـم الأمـر ، ففكر أن يهرب من الله وغابت عنه حقيقة : أن الله يملأ السـمـاء والأرض ، أمـا الله فـقـد أطال أناته على يونان . ثانيا : طول أناة الله : دائما ما يأتي على فكرنا هذا السؤال .. لماذا يطيل الله أناته على الأشــــرار والخطاة ؟! الله في طول أناته يحـاول أن يوقظ الإنسان ، أحيانًا يوقظه بقرعات خفيفة ( عظة ، قراءت..إلخ ) ، وأحيانا قـرعـات الله تكون شديدة مثل ما حدث مع يونان النبي . الله أطال أناته على يونان وبعد ما كان یونان على حافة الموت أعـد لـه حـوثـا مكث في جوفه ثلاثة أيام . وهنا العجب يا إخوتي أن يونان يهرب من الله ولكن الله ينتظر عودته . ثالثا : رحمة الله ونجاح المهمة الكرازية : الله في رحـمـتـه يطى درسا بالغا وشديدا لهذا الشعب فـقـدم الشعب كله ( ألوف من البـشـر ) توبة رائعة ، ونجح الله في خطته لإنقاذ شعب نينوى . رابعا : دور الوثنيين : ربان السفينة الذي لا نعرف اسمه ولا جنسـيـتـه ... ( ولكننا نعرف أن بـحـارة السفينة كانوا من الأمم الوثنية » ، عندما هاج علـيـهـم البـحـر اتخـذ عـدة أمـور لينقذ السفينة منها :- ١. التخلص من الأشياء الثقيلة البضائع والأمتعة الموجودة في السفينة حتى يخف وزن السفينة . ۲. طلب من ركاب السفينة أن يصـرخ ( يصلي ) كل واحـد لإلـهـه ، وهذا يبين لك الالتجاء إلى الله ، وهذا ما فعله البحارة الذين يعبدون الأوثان . ٣. إلقاء قرعة على الركاب ليعرفوا سبب هذه البلية التي وقعوا فيها « فصرخوا إلى الرب وقـالوا : أه يارب ، لا نهلك من أجل نفس هذا الرجل ، ولا تجـعل علينـا دمـا بريئا ، لأنك يارب فعلت كما شئت » یونان . ( 1 : 14 ). خامسا : دور یونان : يونان الذي كان يشغله سؤال ، كيف أنقذ نفسی ؟ ۱. سقط في خطيـة الأنانية إلى أقصى حـد ، مـا هذا القلب الذي يـهـرب مـن المسئولية ! ۲. نام نوما ثقيلاً وجعل أذنه لا تسمع صـوت الله ولا تسمع صوت الضمير وكـانت تـأخـذ يونان الغفلة التي قد تكون إحـدى مسببات الخطية ، وكان يبرر هذه الغفلة لنفسه بأن أهل نينوى شعب وثنى بعيد عن الله - إن أرسلك الله لتـؤدى عـمـلاً أو رسالة فلا تتوان ولا تتكاسل . |
||||
19 - 04 - 2023, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( ٥ ) التمرد « الروح القدس الذي أعطاه الله للذين يطيـعـونه ( أع ٣٢ : ٥ ) التمرد صورة من صور الخطية تقابلها فضيلة الطاعة والخضوع . أولا : ـ نماذج للعصيان في تاريخ البشرية وعلاقة الإنسان بالله . ١- في الكتاب المقدس:- أ- إنسان يتمرد على وصية الله : مثال آدم وحواء ، وكذلك حنانيا وسفيرة . ب إنسان يتمرد على عطايا الله : مثل يهوذا الذي اختاره السيد المسيح وأعطاه نعما كثيرة وفي نهاية حياته تمرد . ج- إنسان يعصى أعمال الله : تمرد الشعب على صموئيل النبي وطلبوا أن يكون لهم ملك مثل باقي الشـعـوب ويجيب صـمـوئيل أن الله هو ملككم ولكنهم رفضوا واختاروا ملكا ( شاول الملك ) ويسقط هذا الملك في خطايا عديدة بعد ذلك . ونحن كثيرا ما لا تعترف بهذه الخطية وتمردنا على وصايا الله أو عطاياه أو أعـمـالـه ، « لأنه كـمـا بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة ، هكذا أيضا بإطاعة الواحـد سيجعل الكثيرون أبرارا » ( رو ٥ : ١٩ ) .. وهنا يربط بولس الرسول بين معصية آدم وطاعة السيد المسيح . ۲- في تاريخ الكنيسة :- يظهر بين الحين والآخـر إنسـان يـتـمـرد على الكنيسة وإيمانهـا وطـقـوسـهـا ، وأشـهـرهـم أريوس وهرطقته التي استمرت عشرات السنين ، وكذلك مقدونيوس ونسطور وغيرهم من الهراطقة في كل زمان. ۳- في الحياة اليومية:- أ- العناد عند الأطفال : وتبدأ عندما يسمع الطفل « لا » كثيرا ويرددها . ب- العناد عند المراهقين : وهي أخطر وتظهر بقـوة مع التطور التكنولوجي وانبـهـار الإنسان بما صنع وابتكر وأنتج . ثانيا :. صور التمرد : - 1- التمرد على سلطة الله ظهرت في العالم موجات الحاد غير عادية « قال الجـاهـل في قلبـه : ليس إله » ( مـز ١ : ٥٣ ) وظهـرت فلسفات منذ مائة عام مهدت لهذا الأمر .. أن الله له السماء ونحن البشر لنا الأرض . ٢- التمرد على الذات ويسمى في علم النفس عدم قبول الذات ، يكون الإنسان في خصومة مع نفسه وفي حالة صراع يمكن أن يصل إلى مرض نفسي ويؤدي به إلى طريق الإدمان أو الجريمة أو الإباحيات . ٣- التمرد على سلطة الأسرة :- الأسرة التي أوجدها الله في صورتها الجميلة .. ولكن يبدأ الإنسان في التمرد على سلطة الأسرة ونسميه بالابن العاق . « أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب » ( أف ١ : ٦ ) « أيتها النساء ، اخضعن لرجالكن » ( كو ١٨ : ٣ ) وهذا خضوع الحب في إطار الأسرة . وترتيب الأسرة من رجل وامرأة وأبناء هو ترتيب إلهي . 4- التمرد على المجتمع کشخص يسير ضد مجتمع بأكمله ويسمى بالخائن لمجتمعه . ثالثاً : كيف نواجه التمرد ؟ 1- طريقة الحوار « الحوار » داخل البيت أو الكنيسة أو المجتمع هو عمل إنساني راق وهو فن يدرس . فـإذا لم يـوجـد الحوار وجد الشجار ، أو الحوار الصامت وهو ما يسمى بثقافة الجدار . - مثال : حوار السيد المسيح مع توما كـحـوار ایجابی عملی. ٢- الصبر « بصـبـركم اقتنوا أنفسكم » ( لو ١٩ : ٢١ ) وهي فضيلة اقتناء الذات ، الله مـات عنا على الصليب ونحن نقتني أنفسنا بالصبر . - مثال : البارة مونيكا مع ابنها أوغسطينوس ابن الدموع. 3- جو المحبة المحبة تصنع العجائب ، فإذا تلامس المعاند مع من يحبه سيتغير تماما . - مثال : محبة السيد المسيح لبطرس بعد إنكاره . أخطر ما يواجه الإنسان السائر في طريق الرب أن يعاني من خطية الرياء ، أو ما نسميه بشكلية العبادة ، من الخارج ممارساته كلها حسنة ولكن من الداخل ليس لـهـا أصل وليس لـهـا جـوهر فالرياء خطية خفية تتسلل إلى نفوس المتعبدين ، والإنسان يخدع نفسه بشكليات العبادة لكن لا تـوجـد داخله توبة ، ولذلك صـدق أباؤنا الذين وضعوا المدائح والترانيم عندما قالوا على الصوم الكبير ( يا دوبك 55 يوم ) وكلمـة ( يا دوبك ) تعنى بالكاد ، بالكاد الإنسان جني ثمرة التوبة وبالكاد يحصد ثمرا . |
||||
09 - 05 - 2023, 11:47 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( 6 ) العبادة الشكلية « یا معلم ، نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ، ولا تبـالـي بأحـد ، لأنك لا تنظر إلى وجـوه الناس " ( مت ١٦:٢٢ ) . مظاهر العبادة الشكلية ١- الصلاة غير الفاعلة : هي الصلاة الظاهرة من الشفتين أو من اللسان ولا تتعدى ذلك الأعماق كما هي لا تتغير . ۲- المعرفة العقلانية : فنجد شخصا ما موسوعة ، ولكن ليست موسوعة اتضاع بل موسوعة كبرياء يفتخر بذاته وبما يحصله من مـعـارف ، وأحيانا تكون معرفة في الكتاب المقدس وأقوال الآباء وأحيانا يعطيه الله ملكة الحفظ ولكن كل هذا حـديث الـعـقـل وليس في القلب وليس في الكيـان وليس بالروح . ونقرأ في (متی ۱۳:۲۳ ) « ويل لكم أيهـا الكـتـبـة والفريسيون المراؤون ! » وكانت طائفة الكتبة والفريسيين من أعلى طوائف اليهود ، فكلمة « فریسی » معناها « مفرز » وهم أشخاص متميزون جدا ( الكتبة هم الناسخون ) . ٣- الحرفية : الحياة المسيحية تعتمد على الحياة القلبية ، وتعتمد على الروح ولا تعتمد على الحرف ، ومن يحيا بالحرف يتـأخـر ، ومن يعش بالناموس وفكر الناموس الجـاف دون روحه يكن متأخرا كثيرا ، لذلك قال ربنا يسوع المسيح : « ما جئت لأنقض بل لأكمل » ( مت 17 : 5 ) ، فما جاء السيد المسيح لينقض العهد القديم ، فتقرأ العهد القديم بروح الـعـهـد الجـديد ، مـثـل مـا تقـرأ رسالة العبرانيين ، فهي رسالة في العهد الجديد ، ولكنها تحكي كيف نفهم العهد القديم بروح العهد الجديد ، أما الإنسان المراثي ( بحرفيته أو بنامـوسيته ) فليس له روح العهد الجديد ، لأن الله في العهد الجديد أعطانا الحرية من خلال عمل الروح القدس .. والذي يضبطنا هو روح الحق . 4- التقرب الشكلي إلى الله : يتظاهر بقربه من الله « يسرون بالـتـقـرب إلى الله ( إش ٢ : ٥٨ ) من خلال تأدية طقوس وممارسات معينة دون أن يدخل جوهرها . تصـور إنسانا يقضى يومه صائما ويمارس ممارسات الصيام المعتادة ، ويبدأ بعد فترة الصـوم ( في نفس يوم الصـوم ) غضبـه يظهر أو سلوكه ينحـرف !! فهذا تقـرب شكلي .. فـالصـوم هو ممارسة ووسيلة لتساعد الإنسان في نموه الروحي وليس هدفا في حد ذاته . حياة الصوم أولا : الصوم غير المقبول :- ۱- صوم بلا ضبط : هو صـوم يسـر صـاحـبـه ولا يسر الله . ۲- صـوم بلا صمت : الصـوم لا يكون عن الطعام فقط بل أيضا عن الكلام ، فأنت في فترة الصـوم عليك أن تضبط كل صغيرة وكبيرة وكل كلمة وتختار الصمت وتنشغل بداخلك . ۳- صـوم بلا تذلل : كأى شكل بلا جـوهـر مـجـرد منظر خارجی. ثانياً :. بركات الصوم : ۱- صلوات مستجابة : لأنك عندمـا تـحـيـا جـو الـصـوم تشـعـر بالانسحاق والخشوع وتخرج من داخلك صلوات عميقة وتدخل فيها روح الإيمان ، صلوات مرفوعة من قلب نقى. ٢- التلذذ بالرب : فأنت تصوم عن الطعام لكي تتـحـول لذة الطعام في داخلك إلى لذة للرب ويكون المسيح هو لذتك . ٣- الشعور بالسمو : كما يقول داود النبی : « لیت لی جناحا كـالحـمـامـة فأطير وأستريح ! » ( مزه 6 : 5 ) ، يرتفع فوق الماديات وحتى فوق احتياجات الجسد ، ويشعر أن رباطات الأرض تصير ضعيفة ، ويشعر أنه يقترب من السماء ويحيا بهذه الروح . ٤- الصحة الجسدية : تقريباً ثلث سكان العام نباتيون ، والطعام النباتي يمنح الإنسان شكلاً من الطاقة الهادئة . ه- الاستنارة : ليست للعين الجسدية بل للعين القلبية . لذلك أدعوك فـي فـتـرة الـصـوم القـادم أن تقـرأ ( أصحاح 58 من سفر إشعياء النبي ) وقس نفسك علیه کتدریب روحی . ثالثاً :. كيف نصوم ؟ الكنيسـة تقـدم لنا في فترة الصـوم المقـدس ثلاثة أنواع من الغذاء 1- الغذاء الروحي : الذي تقدمه الكنيسة هو كل شكل للعبادة وممارسة الأسرار . جـمـيـل أن تتقابل مع أب اعـتـرافك قـبـل الصـوم وتضع خطة للصوم .الغذاء الروحي يتجلى في القداسات المتأخرة ، ويمكن خلال فترة الصـوم أن يكون حضورك للقداس يوميا ، إن كانت ظروفك تسمح .فترة غذاء روحي جيد تصحبها توبة وصلوات وألحان وميطانيات . يجب ألا تنشغل بشيء ولا تنشغل بإنسان ، وأن تكون لك فترات خاصة بك . ۲- الغذاء الذهني : يعتمد أساسا على القراءات الإنجيلية ، والكنيسة تعلمنا في فترة الصوم المقدس أن نقرأ النبوات .يجب أن نقرأ يومياً وليست قراءة فقط بل ادرس وافهم وعش . قراءة النبوات مفيدة جدا وتكشف مقاصد الله في حياتك . أيضا قراءة الكتب الروحية تساعدك في الحياة النسكية ، القراءة تساعدك ألا تنشغل بشيء آخر . ٣- الغذاء النسكي : الصوم الانقطاعي شيء مهم لتقوية الإرادة . الطعام النباتي هو طعـام هادئ الطاقـة وصـحى ومفيد للإنسان . الميطانيات ( سجدات التوبة ) من القلب وليس بالجسد ، وهي مرتبطة بالصلوات .. فيها الصلاة القصيرة « ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ » ، وأنت تسجد وترشم نفسك بعلامة الصليب .. ممكن تبدأ باثنتي عشرة ميطانية في أول يوم ، وتزداد واحدة كل يوم مع الصـوم ، وتقدمها بروح الصلاة وتقدمها في بدء النهار أو في آخر الليل ، وتقدم الميطانيات كوسيلة مساعدة لتركيز الذهن وفيها تعب ، وهذا التعب يذكرك بأتعاب المسيح من أجلك ومن أجل كل البشر قضاء فترات اعتكاف تستفيد منها كفترات تأمل وقراءة وصلاة أو ترنيم وتسبيح الزهد أيضا في الملبس وفي الكلام والطعام . حاول أن تعيش بفكر روحي خلال فترة الصوم . |
||||
21 - 05 - 2023, 09:17 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( ٧ ) توبنى فأتوب في التوبة نضع أمامنا أربعة مبادئ . ۱- حاضر في كل مكان . ۲- قادم في كل مكان . ۳- حاضن لكل إنسان . ٤- قادر على كل شئ . يا سيد ، اتركها هذه السنة أيضا ، حتى أنقب حـولـهـا وأضع زبلاً . فإن صنعت ثمـراً ، وإلا ففيما بعد تقطعها » ( لو ١٣ : ٨ ، ۹ ) .في القرن الرابع الميلادي سميت عظات للقديس يوحنا الذهبي الفم « عظات التماثيل » ولها قصة .. ففي ذلك الوقت فرض الإمبراطور ضرائب على الشعب ، فهاج الشعب وكسروا تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة ، ووسط هذا الهياج اكـتـشـفـوا مـقـدار الجـرم ولجأوا إلى الكنيسة لأن في ذلك الزمـان كـان يوجـد مـا يسمى بـ حق اللجـوء الكنسي » وهذا الحق يمنع القبض على إنسـان داخل الكنيسـة فاستغل القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية هذا الأمر وهذه الفترة لكي ما يصنع شيئين :۔ الأول : يرفع الصلوات طلبـا للـرحـمـة والغفران الثاني : تقديم عظات تحث كل إنسان على الـتـوبة وهي التي سـمـيت باسم « عظات التماثيل » . إن توبة الإنسـان هـو عـمله الأول كل يوم وفي كل وقت . في التوبة الشـخـصـيـة والـجـمـاعـيـة نضع أمامنا أربعة مبادئ أولا : الله حاضر في كل مكان ها أنا مـعكم كل الأيام إلى انقـضـاء الدهر » ( مت ٢٨ : ٢٠ ) وفي نفس الوقت في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقـوا أنا قد غلبت الـعـالـم » ( يو ١٦ : ٣٣ ) وهذا هو صـدق مسيحيتنا . نتذكر قصة يوسف الصديق وما تعرض له من ضيقات . ثانيا : الله قادم في كل زمان « عند المساء يبيت البكاء ، وفي الصباح ترنم » ( مز ٣٠: ٥) فالشمس أقوى من كل ظلام ، ولكن لله مواقيت ومواعيد . نتذكر قصة لعازر وأخته .. ومع ذلك تأخر عنهم أربعة أيام ولكنه أتى أخيرا ( يوحنا ١١) . ثالثا :. الله حاضن لكل إنسان موت المسيح له المجد على الصليب فاتحا ذراعـيـه لـحـضـن كل إنسـان ، فالله هو الذي يعطى التعزية ويعطينا صبرا ويسند الإنسان ، لن تجد راحة إلا في حضن المسيح ، ولن تجد تعزية إلا عندما ترتمي تحت رجلي المسيح في صلواتك ، وإنجيلك يدعوك كل يوم « تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحـمـال ، وأنا أريحكم . احـمـلوا نيـري عليكم وتعلموا منى ، لأني وديع ومـتـواضـع القلب ، فـتـجـدوا راحـة لنفوسكم » ( مت ١١ : ٢٨ ، ۲۹ ) نتذكر قصة داود وشاول وكيف أنقذه الله ( صموئيل الأول والثاني ) . رابعا : الله قادر على كل شيء إن هذا الـعـالـم كله في يد الله وهـو قـادر على كل شيء ، والحلول التي يوجـدها الله لم تكن تخطر على قلب بشر . نتذكر قصة الفتية الثلاثة وأتون النار وكيف أنقذهم الله ، ثق أن كل الأحداث الله قادر أن يحولها إلى أتون بارد . لا تقف عند الأحداث بل تطلع لـتـرى يد الله تمتد في كل شيء وتحرك كل شيء . مثل قصة أيوب البار وما تعرض له من ضـيـقـات ، وكان الله يريد أن يعلمه شيئاً ويحرره من خطية البر الذاتي ، وفي النهاية يقول : « بسمع الأذن قد سمعت عنك ، والآن رأتك عيني » ( أيوب ٥ : ٤٢ ) . + توبتك هي الأساس وسط أي أحداث « إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون » ( لو ١٣ : ٣) . تدريب من ( رومـيـة ٨ ) نضـع أمـامك هذه الآيات لتجعلها منظومة لحياتك : ( رو ۳۸ : ۸-۳۹ ) : « فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قـوات ، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ، ولا علو ولا عمق ، ولا خليقة أخرى ، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا » . ( رو ۲۸ : ۸ ) : « نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحـبـون الله ، الذين هم مدعوون حسب قصده .. ( رو ۱۸ : ۸ ) : « فإني أحسب أن آلام الزمـان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا .. ( رو ۸ : ۸ ) : « فـالذين هم في الجـسـد لا يستطيعون أن يرضوا الله » .الله بكل قـدرتـه يصنـع خـيـرا للإنسـان بشرط واحد « القلب التائب » . ونحن لا نستطيع أن نرى السـمـاء وأمجادها لأن خطيتنا تحجب عنا رؤيتها ، ولكن الإنسان الذي يقـدم تـوبة حقيقية يستطيع أن يراها . عند الضيقات نرفع عيون قلوبنا إلى أمجاد السماء ، فآلام الأرض تجعل الإنسان يشتاق بالأكثر إلى السماء ، فهذه الآلام من أجل توبة الإنسان وشهادته للمسيح . |
||||
21 - 05 - 2023, 09:45 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة (٨) اشتياقي للحياة الأبدية ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ « وإذا واحـد تقـدم وقال له : أيها المعلم الصـالـح ، أي صـلاح أعـمـل لتكون لي الحياة الأبدية ؟ » ( مت ١٩ : ١٦ ) ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ صـاحـب هـذا السـؤال هو الغنى الحـزين لأنه مـضـى حـزينا أو الغنى المحبوب لأن يسوع نظر إليه وأحبه . أولاً : - صفات الشاب الغنى كان هذا الشاب يتمتع بعدة صـفـات جيدة منها أنه : 1- كان غنيا والمال بركة من الله . ٢- يتمتع بالنشاط والحيوية والقوة . ٣- رئيس من رؤساء الدين له وقـاره واحترامه . 4- كـان مـؤدبا لأنه جثا أمام السيد المسيح . ٥ - كان مشتاقا للسماء وكان حافظاً للوصايا . المال جاء في الكتاب في أكثر من ألفي موضع ، وأشـهـر عـبـارة هي : « لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحـد ويحب الآخـر أو يلازم الواحـد ويـحـتـقـر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال » ( لو ١٦ : ١٣ ) .ومشكلة هذا الشاب أن تدينه كـان يغطى جـزءا من حياته وليس حـيـاته كلـهـا ، الله أعطى الإنسـان الدين لكي يرتقي في مشاعره وفي عبادته ، ويكون أكـثـر رقي في أفكاره وسلوكـيـاتـه وأفعاله . وهذه مشكلة كثير من الناس .. التي تأخذ جزءا من الـوصـيـة أو جزءا من الحياة المسيحية . ثانيا : - نقائص الشاب الغني :- وقع هذا الشاب في نقائص كثيرة : - ١- خاطب السيد المسيح كمعلم وما أكثر المعلمين ، وليس الله الواحد . ٢- كان يعبد بالحقيقة صنما داخليا لا يراه وهو محبة المال . ٣- كـان يـحـفظ الوصـايا نظريا ولا يعيشها عمليا . ٤- كـان يفترض أن كنزه في الأرض وليس في السماء . ه - كـان ينقـصـه أن يتبع الراعي الصالح . ٦- كـان يـعـتـقـد أن غناه المادي دليل الرضى السماوي . الله يعطينا المواهب والمال كـوكـلاء ، ونحن لا نملك شيئاً ، ماذا تفعل بما لك الزائد عن احتياجاتك ؟ هل تنفقه ببذخ ، وهذه خطية ؟! هل تتـدخـره للمـسـتـقـبل الأرضى فقط ، وهذه تحتمل أن تكون خطية ؟! هل تـنـفـقـه لـفـائـدة الآخـرين ، وهنا عين الصواب ؟! ثالثاً : - ماذا أفعل لأرث الحـيـاة الأبدية ؟ ۱- اذهب : في طريق التـوبة ، عش التوبة وغير طريقتك وفكرك . ( حياة التوبة ) ۲- بع كل مـالك : عش حياة الحرية ، لا تربط قلبك بشيء أرضى . ( حياة الحرية ) ٣- وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السـمـاء : عش حـيـاة العطاء لتـشـعـر بالسعادة . ( حياة العطاء ) ٤- تعال اتبعنی : عش حياة الوصية . واتبع خطوات المسيح . ( حياة الوصية ) ٥ - حـامـلاً الصليب : حـيـاة الـجـهـاد الروحي ، متشبهاً بسيدك الذي حمل صليب الفداء من أجلك ومن أجلى ومن أجل كل إنسان . مضى الشاب الغنى حـزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة ، وأمواله صنعت حاجزا بينه وبين السماء . أما أنت أيها الحبيب فاعلم أن كل شيء مستطاع عند الله ، فيستطيع المسيح أن يساعدك ويسندك . فليعطنا مسيحنا أن تكون حياتنا في هذا الطريق ، لكيـمـا نرث جميعاً الحـيـاة الأبدية والملكوت السماوي. |
||||
15 - 06 - 2023, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( ٩ ) مقياس الحياة الروحية « الخطاة الذين تـابـوا عـدهـم مـع مؤمنيك . ومؤمنوك عدهم مع شهدائك . والذين ههنا اجـعـلـهـم مـتـشـبـهين بملائكتك » ( القداس الإلهى ) نتأمل في إحدى صلوات القداس الغريغوري : « الخطاة الذين تابوا عدهم مـع مـؤمنيك . ومـؤمنـوك عـدهـم مـع شـهـدائك . والذين ههنا اجـعلهم متشبهين بملائكتك » كمقياس للحياة الروحية . أولا :. الخطاة الذين تابوا ۱- كلنا مـولـودون بالخطيـة التي ورثناها عن أبينا آدم .. « والجـمـيع زاغـوا وفـسـدوا وأعـوزهـم مـجـد الله » ( رومية ٣ : ١٢ ۔ ۲۳ ). ۲- الخطية هي التعدى على وصية الله . ٣- الخـاطئ الـذي يعيش على الأرض إذا ظل يعيش في خطيـتـه صـارت حـيـاته في الأرض إلى الـهـلاك ، ولايـوجـد له منفـذ إلى الخـلاص إلا مـن خـلال شخص ربنا يسـوع المسيح . ٤- عندما يجتهد كل إنسان وينـمـو في حياته ويترك الخطية ، يتدرج إلى أعلى حيث التوبة . ه - الإنسان التائب هو الذي يرفض الخطية بكل ما فيها ، ولا يقبلـهـا ويحترس منها . ٦- التـوبة ترفـعك إلى السـمـاء والتوبة هي التي تحول الخطاة والزناة إلى بتوليين كقول القديسين وهي التي تمنح للإنسان حياة جديدة . ثانيا :. عدهم مع مؤمنيك : ۱- هي درجة الحياة بالإيمان . ٢- الإيمان رغم التعريفات الكثيرة له إلا أن الإنسـان يشـعـر ويحس به في قلبه . ٣- الإيمان هو أن تقول في قلبك : إن غير المستطاع عند الناس مـسـتطاع عند الله .. هذا هو الإيمان في أبسط صوره . ٤- عين الإيمان هي أن ترى يد الله تعمل في كل شيء وكل حدث . ثالثـا مـؤمـنـوك عـدهـم مـع شهدائك ١- أن يكون المؤمنون في حالة إيمان نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ۲- درجـة الشـهـادة هي درجـة الاستعداد القلبي . ۳- آباؤنا الشـهـداء عـاشـوا بهـذا نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ٤- نشـتـهى أن يتـوب الكل لأننا لا نـحـمـل أي مـشـاعـر سلبية تجاه أي أحد . رابعا :۔ متشبهين بملائكتك ١- الملائكة هم سكان السماء ، أي أن تحيا على الأرض حياة سماوية أو حياة ملائكية . ٢- الحـيـاة الـسـمـاوية هي أن تفكر دائمـا في الـسـمـاء ، ويكون فكرك مشغولاً بالسماء . ۳- اجعل بيتك سماويا ، اجعل قلبك سماء ، أنت مدعو إلى السماء . قداسة البابا تواضروس الثانى |
||||
15 - 06 - 2023, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: قداسة البابا تواضروس الثاني | مائة درس وعظة
قداسة البابا تواضروس الثاني مائة درس وعظة ( ١٠) فلنبدأ « احفظنا ولبندأ بدءا حسناً » ( من صلاة باكر ) قـال أحـد الـفـلاسـفـة : إن البداية هي نصف العمل ، لأن البداية تحـتـاج إلى طاقة وعزيمة ليبدأ بها الإنسان . أولا : ما هي فكرة البداية ؟ 1- خطوة المعونة والنعـمـة : أن تبـدأ ويبدأ هو معك . تكون نـعـمـة الله مـعك ويد الله حاضرة ، فعندما تبدأ بإخلاص اعلم أن الله يبدأ معك . ۲- خطوة الجهاد أن تبدأ وتكون صاحب مبادئ . المبـادئ هي النقطة التي يبـدأ بـهـا الإنسان تفكيره . إذا أردت أن تكون مـسـيـرتك في الحياة ناجحة ، لابد أن يكون لديك مبادئ وأفضل المبادئ هي وصايا الكتاب . لا تتخل عن مبادئك ، لكي مـا يصلح الله طريقك . يهوذا بدأ جيدا وكـان تـلـمـيـذا من تلاميذ السـيـد المسيح ، ولكن لماذا انحـرف ؟ لأنه لم يكن لديـه مـبـادئ ، ولذلك نجده سريعا يتخلى عن موقعه وينتهي بیده . ۳- خطوة الكمال : والذي يبدأ عليه أن يكمل إلى نهاية الأمر لأن « نهـاية أمـر خـيـر من بدايتـه ( جا ٧ : ٨) . ثانيا :۔ نوعيات من البدايات ۱- البداية الكاملة : الحسنة ، الصالحة ، بداية الأبرار أو عزم الصديقين . ٢- البداية الخاطئة : بداية الأغبياء كما تشرحها رسالة غلاطية : « أهكذا أنتم أغبياء ! أبعـدمـا ابتدأتم بـالـروح تـكـمـلـون الآن بـالج سـد ؟ » ( غلا ۳ : ۳ ) . ٣- البداية الهوائية - بداية يكون فيها الإنسان سطحيا بلا عمق ، متحمسا بلا حرارة . - بداية المستهزئين . - يجب أن يوفر الإنسان كل إمكانيات النجاح حتى تكون البداية صحيحة . ثالثا :. مبادئ في طريق النجاح هناك ثلاثة مـبـادئ رئيـسـيـة تجـعل طريقك وحياتك ترضى الله . ١- الأمانة - أمانتك الحياتية ، إخلاصك ، وفاؤك ، وأمـانتك : في عملك ، في دراستك ، في وقتك .. أمانتك من داخلك دون أن ينظرك أحد . إذا اخـتـرت طريقا معينا في كل الطرق المتـاحـة ، فـاسـلـك فـيـه بـأمـانة متناهية مثل أمانة يوسف الصديق في كل مراحل حياته . « كن أمـينا إلى الموت فـسـأعطيك إكليل الحياة » ( رؤ ۱۰ : ۲ ) . ۲- النظام أو التدقيق - « فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء بل كحكماء » ( أف ٥ : ١٥) . الإنسـان الذي يجـعل النظام هـو البداية أو أحـد مـبـادئه يحقق نتائج إيجابية . مثلاً : الأجبية تغرز مبدأ النظام في مسيرتك الروحية . ٣- الهمة أو الحماس « ملعون من يعمل عمل الرب برخاء » ( إر ٤٨ : ١٠ ) . - « الرخـاوة لا تمسك صـيـدا ( أم ١٢ : ٢٧) - في ( أف ٦ ) حـيـاة الجندية الروحية « إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم ، بل مع الرؤسـاء ، مع السـلاطين ، مع ولاة العالم على ظلمـة هذا الدهر ، مع أجناد الشـر الـروحـيـة فـي السـمـاويات » ( أف ٦ :١٢ ) . الإنسان الذي يرى هـدفـه يجـتـهـد إليـه ، وإذا أصـابـه الـفـتـور في بعض الأحيان يحتمي بهدفه الذي يتطلع إليه . هذه المبادئ الثلاثة تساعد الإنسان أن يبدأ بدءا حسنا ويكمل . نصلى من أجل البـداية كل يوم « احفظنا ولنبدأ بدءا حسنا » . ابدأ بداية جديدة ، ابدأ بأمانة ، ابدأ بنظام ، ابدأ باجتهاد . |
||||
|