رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما عرفت رفع الأيدي إلا به يداك صنعتانى وجبلتانى " مز ١١٩ " ، فماذا جبلت يداي ؟ عاجزة هى ولا تستطيع أن تقدم ، هى تأخذ منك أنت سيدى ، بإسمك أرفع يدى فتشبع نفسي كما من شحم ودسم ( مز ٦٣ ) .. مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ فكم بالأحرى إن كنت عاجزًا عن أى عطاء ، لا أعطى .. نظرت إليهما ، وجدهما تقطران دمًا : ( فكان إلىّ كلام الرب قائلًا : قد سفكت دمًا كثيرًا وعملت حروبًا عظيمة ، فلا تبنى بيتًا لإسمى لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامى ) ١أى ٢٢ : ٨ . وما ظننته خيرًا أقدمه ، هو ما منعنى بركة بناء بيتًا لك ، شهوة قلبى .. !! قتل عبدك أسدًا ودبًا معٍا ، والأغلف لا يعير أبناء الله ويعيش .. وهذه لا تحسب لك ، هى ضدك يوم أن سفكت دماء " أوريا الحثى " غدرًا ، أه من خطيتى آه .. هى أمامى كل حين .. تعبت فى تنهدى ، أعوم كل ليلة سريرى وبدموعى أبل فراشي ، تعكرت من الغضب عيناى ، فهل من غضبِ إلا من خطية نفسي .. !! ولكننى لم أسفك أى دماء ، قال : لست بريئًا من الدماء وأنت تحسد وتحقد وتكره وتدين وتنشر الأكاذيب عن إخوتك .. أطرقت برأسي خجلًا ، أخجل من يديي تلوثهما الدماء ، أخجل أن تراهما أنت القدوس .. وداود يشير على كى أرفعهما أمام نورك علّه يبدد ظلمتهما ، أرفع يداى فتشبع نفسي الجوعى إليك ، كما من شحم ودسم ، ومن يسد جوع نفسي العطشي سواك سيدى .. ؟ رفعهما موسي ، رفعهما نهارًا بطوله ، بحر قيلولته وبرد غروبه ، يدان قتلتا المصرى وإستحقتا نفى مديان أربعين سنة ، وفى شيخوختك تكل اليدان ويسندهما هارون وحور ، النصرة فى يدين مرفوعتين بظل الصليب تسندهما محبة قديسي كنيستك سيدى .. فيا داود الحلو وموسي - أحلم جميع الناس - ما النصرة إلا برفع اليدين ما كانتا بسفك الدماء أبدا .. !! قال لى داود : كلنا فى أرض مقفرة وموضع غير مسلوك ومكان بلا ماء ، كلنا فى غربة العالم مطاردون أمام شاول مضطهدون من شيطان ، كلنا ليس لنا إلا أن نلجأ إلى القدس لنرى قوته ومجده فحتى الحياة كلها لا قيمة لها أمام رحمته ، " رحمتك أفضل من الحياة - مز ٦٣ " ، هو وحده عونى ضد نفسي المتمردة ، هكذا قالت نفسي .. كنت أصلى بمزامير باكر حين دار حديثى مع داود ، غنى معى مزموره المرقم بالأجبية ٦٢ ، وبينما نرتل سويًا إستوقفنى وصاح فى دهشة : إنظر معى ، ( كان يشير إلى شيء خلفه بطرف عينه ) أنظر ما أرى ، هو صار لى عونا ، وبظل جناحيه أبتهج .. ماذا ترى يا داود ؟ ونظرت خلفه ثم خلفى فرأيت ظل جناحين ويدين مثقوبتين تقطران دماءَ ، ليس بسفكنا الدماء الخلاص ، بل بسفك دماء واحد قدوس وحده الخلاص وظل جناحى صليب .. بهذا تشبع نفسي كما من شحم ودسم .. ( دعوة إلى الصلاة بالمزامير لا نهملها ، لنا فيها كنز خلاصِ هذا مقداره .. ) |
|