منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مواضيع وتأملات روحية مسيحية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=46)
-   -   ما عرفت رفع الأيدي إلا به (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=933846)

walaa farouk 03 - 02 - 2023 09:30 AM

ما عرفت رفع الأيدي إلا به
 
ما عرفت رفع الأيدي إلا به

https://upload.chjoy.com/uploads/16754162945251.jpg

يداك صنعتانى وجبلتانى " مز ١١٩ " ، فماذا جبلت يداي ؟

عاجزة هى ولا تستطيع أن تقدم ، هى تأخذ منك أنت سيدى ،
بإسمك أرفع يدى فتشبع نفسي كما من شحم ودسم ( مز ٦٣ ) ..
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ فكم بالأحرى إن كنت عاجزًا عن أى عطاء ، لا أعطى ..

نظرت إليهما ، وجدهما تقطران دمًا :

( فكان إلىّ كلام الرب قائلًا : قد سفكت دمًا كثيرًا وعملت حروبًا عظيمة ، فلا تبنى بيتًا لإسمى لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامى ) ١أى ٢٢ : ٨ .

وما ظننته خيرًا أقدمه ، هو ما منعنى بركة بناء بيتًا لك ، شهوة قلبى .. !!

قتل عبدك أسدًا ودبًا معٍا ، والأغلف لا يعير أبناء الله ويعيش ..

وهذه لا تحسب لك ، هى ضدك يوم أن سفكت دماء " أوريا الحثى " غدرًا ، أه من خطيتى آه .. هى أمامى كل حين .. تعبت فى تنهدى ، أعوم كل ليلة سريرى وبدموعى أبل فراشي ، تعكرت من الغضب عيناى ، فهل من غضبِ إلا من خطية نفسي .. !!

ولكننى لم أسفك أى دماء ، قال : لست بريئًا من الدماء وأنت تحسد وتحقد وتكره وتدين وتنشر الأكاذيب عن إخوتك ..

أطرقت برأسي خجلًا ، أخجل من يديي تلوثهما الدماء
، أخجل أن تراهما أنت القدوس ..
وداود يشير على كى أرفعهما أمام نورك علّه يبدد ظلمتهما ،
أرفع يداى فتشبع نفسي الجوعى إليك ، كما من شحم ودسم
، ومن يسد جوع نفسي العطشي سواك سيدى .. ؟

رفعهما موسي ، رفعهما نهارًا بطوله ، بحر قيلولته وبرد غروبه
، يدان قتلتا المصرى وإستحقتا نفى مديان أربعين سنة ،
وفى شيخوختك تكل اليدان ويسندهما هارون وحور ،
النصرة فى يدين مرفوعتين بظل الصليب تسندهما
محبة قديسي كنيستك سيدى ..

فيا داود الحلو وموسي - أحلم جميع الناس -
ما النصرة إلا برفع اليدين ما كانتا بسفك الدماء أبدا .. !!

قال لى داود :

كلنا فى أرض مقفرة وموضع غير مسلوك ومكان بلا ماء ، كلنا فى غربة العالم مطاردون أمام شاول مضطهدون من شيطان ، كلنا ليس لنا إلا أن نلجأ إلى القدس لنرى قوته ومجده فحتى الحياة كلها لا قيمة لها أمام رحمته ، " رحمتك أفضل من الحياة - مز ٦٣ " ، هو وحده عونى ضد نفسي المتمردة ، هكذا قالت نفسي ..

كنت أصلى بمزامير باكر حين دار حديثى مع داود ، غنى معى مزموره المرقم بالأجبية ٦٢ ، وبينما نرتل سويًا إستوقفنى وصاح فى دهشة :

إنظر معى ، ( كان يشير إلى شيء خلفه بطرف عينه ) أنظر ما أرى ، هو صار لى عونا ، وبظل جناحيه أبتهج .. ماذا ترى يا داود ؟

ونظرت خلفه ثم خلفى فرأيت ظل جناحين ويدين مثقوبتين تقطران دماءَ ، ليس بسفكنا الدماء الخلاص ، بل بسفك دماء واحد قدوس وحده الخلاص وظل جناحى صليب .. بهذا تشبع نفسي كما من شحم ودسم ..

( دعوة إلى الصلاة بالمزامير لا نهملها ، لنا فيها كنز خلاصِ هذا مقداره .. )


الساعة الآن 01:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025