لم يعد الخلاص محصورًا ومضمونًا في معبد واحد، مهما تميزت الفخامة، بل أمسى الكون كله معبدًا وسيغدو كل إنسان يرحب بكلمة الروح هو الهيكل، وكم كانت دهشة مريم ويوسف بالغة، فقد جاءا للقيام بطقس يندرج في الكتمان وإذ بنشيد تسبيح عالمي يتفجر، غير أن ذلك الذي سيجعل من جميع الامم شعب أخوة سيكون آية معارضة وعلامة شقاق، فسيهب في وجهه من يرفضون المسيح الكوني الشامل الذي يأبون الخروج من قطرهم الضيقة، قطر فكرهم وايمانهم وتقاليدهم وسلوكهم، ويرفضون الانفتاح على أقوام من كل لغة وجنس ومعايشتهم معايشة الأخوة، غير أن العائلة الصغيرة المقدسة غدت نموذجًا لكل عائلة حقيقية بشران النوافذ على الأسرة البشرية بكل رحابتها.