معبد ارتميس واحد من عجائب الدنيا السبع القديمة
معبد ارتميس، يعتبر من الاماكن الضخمة وهو واحد من عجائب الدنيا السبع القديمة والذي يعتبر بالفعل تحفة جميلة وخاصة من حيث العبادة، وتم بناؤه حوالي عام 550 قبل الميلاد ، في المدينة الساحلية الغنية الموجودة في مجمع افسس ويقع الان في غرب تركيا ، ومن المثير للاعجاب انه عندما تم حرق النصب الجميل السفلي بعد 200 سنة من قبل حريق العمد في عام 356 قبل الميلاد، تم بناء معبد ارتميس مرة اخرى، تماما كما كان في السابق كبير ولكنه اكثر زينة بشكل معقد ، فقد كان هذا الإصدار الثاني من معبد ارتميس السبب في منحه مكانا بين عجائب الدنيا السبع القديمة في العالم ، وتم تدمير معبد ارتميس مرة اخرى في 262 ميلاديا عندما غزا القوط مجمع افسس، ولكن في المرة الثانية لم يتم بناؤه ثانية .
من يكون هو ارتميس ؟
ينتمي ارتميس الي اليونانيين القدماء ، و ارتميس ايضا معروف باسم آله الرومان ، وغالبا ما كان يصور مع القوس والسهم ، اما عن افسس، فلم تكن محطة للمدن اليونانية ، على الرغم من انها قد تم تأسيسها من قبل الإغريق كمستعمرة في آسيا الصغرى حوالي عام 1087 قبل الميلاد، وفي ذلك الوقت استمر تأثر السكان الاصليين للمنطقة ، وفي افسس، تم الجمع بين ارتميس إله الالهة اليونانية مع الآلهة الوثنية المحلية للخصوبة، الاله سيبيل .
وكان الاله ارتميس الموجود في مجمع افسس ليس فقط إله الخصوبة، ولكنه كان الإله الراعي للمدينة ولذلك كان الاله ارتميس بحاجة إلى معبد لكي يتم تكريمه فيه .
الهيكل الاول لمعبد ارتميس :
تم بناء اول معبد للاله ارتميس في منطقة المستنقعات منذ قديم الازل، وظلت مقدسة من قبل السكان المحليين ، ويعتقد ان هناك ما لا يقل عن مجموعة من المعابد او الاضرحة كانت هناك على الاقل في وقت مبكر من 800 قبل الميلاد ، فعندما غزا الملك قارون الشهير هذه المنطقة في 550 قبل الميلاد، قال ان معبد ارتميس هو اكبر واكثر المعابد روعة .
كان معبد ارتميس يتكون من هيكل مستطيل ضخم مصنوع من الرخام الابيض ، وكان المعبد حوالي 350 قدم في الطول و 180 قدم من حيث المساحة بل واكبر من ذلك، فهو مذهل حقا ، فوصل عدد الاعمدة الايونية الي 127 وكانت تصطف في صفين وبلغت طولها 60 قدم ، فكانت هذه الاعمدة ما يقرب من ضعفي حجم الاعمدة الموجودة في البارثينون في اثينا .
وتمت تغطية كامل معبد ارتميس بالمنحوتات الجميلة، بما في ذلك الاعمدة، التي كانت شكلها غير عادي وكان داخل المعبد تمثال الاله ارتميس، الذي يعتقد العلماء انه قد تم بالحجم الطبيعي .
حرق معبد ارتميس :
لمدة 200 سنة، كان يقوم الكثير من الحجاج بالذهاب الي معبد آرتيميس ويقومون بتبجيله ، وكانوا يسافرون لمسافات طويلة لرؤيته ، ويقوم الحجاج بتقديم التبرعات السخية للإله ارتميس لكسب رضاه لدرجة ان الباعة صنعت الكثير من الاصنام الشبيهة بالاله ارتميس وبيعها بالقرب من المعبد الموجود في مدينة افسس، فكانت السياحة وقتها بالفعل طريقة سهلة للثراء وكان السبب الرئيسي فيها هو المعبد ثم في 21 يوليو عام 356 قبل الميلاد، كان هناك رجل مجنون اضرم النار في مبنى رائع ، بغرض ان يتذكره الناس على مر التاريخ ،ولكن مع الاسف معبد ارتميس احترق ، وقد اذهل ذلك اهل افسس واهل العالم القديم بأسره ، وحظر اهل المدينة اي احد ان يتكلم عن هذا الرجل المجنون مرة اخري ، وقاموا باعدامه ليكون عبرة لغيره ، ولكن علي الرغم من ذلك الا ان التاريخ لا يزال يتذكر هذا الرجل بعد اكثر من 2300 سنة .
وتقول الاسطورة ان الاله ارتميس كان مشغولا جدا في وقف هذا الرجل المجنون من إحراق المعبد ، ولكنه كان مشغولا ايضا في ولادة الاسكندر الاكبر في ذلك اليوم .
اعادة بناء الهيكل الثاني لمعبد ارتميس :
بدأ اهل مدينة افسس في فرز بقايا معبد ارتميس وذلك من خلال البقايا المتفحمة ، ويقال انهم عثروا على تمثال الاله ارتميس سليم دون ان يصاب بأي اذى، وبالتالي اخذوا هذا كإشارة إيجابية، وتعهد اهل افسس بإعادة بناء الهيكل مرة اخري .
ولكن من غير الواضح كم من الوقت استغرقوا لإعادة بناء الهيكل ، ولكنها ببساطة اخذت عقود ، وهناك قصة تقول ان الإسكندر الاكبر وصل الي مدينة افسس عام 333 قبل الميلاد، وعرض المساعدة في إعادة بناء الهيكل طالما انهم سيحفرون اسمه عليه ، وهنا اهل افسس اخذوا في التفكير في طريقة لبقة لرفض عرضه وقالو له : "إنه من غير المناسب ان يبني اله معبدا لإله آخر."
وفي نهاية المطاف، تم الانتهاء من معبد ارتميس الثاني وكان اطول قليلا في الحجم ولكنه زين بشكل متقن اكثر ، وكان معبد ارتميس معروف كثيرا في العالم القديم، وكان مقصدا للكثير من المصلين ، ولمدة 500 سنة، كان التبجيل كله لمعبد ارتميس ، ثم، في عام 262 ميلاديا ، جاء القوط ، وكانوا احد القبائل الموجودين من الشمال، وغزت افسس ودمروا الهيكل كله ، وهذه المرة، اخذت المسيحية في الارتفاع وعبادة ارتميس في الانخفاض، لذلك قرروا عدم إعادة بناء الهيكل .
اطلال مستنقعات معبد ارتميس :
للاسف، تم نهب انقاض معبد ارتميس في نهاية المطاف، فقد تم اخذ الرخام لبناء غيره من المباني في المنطقة ، ومع مرور الوقت، تحول الي مستنقع والذي اخذ في النمو اكثر فاكثر ، فقبل عام 1100 ميلاديا كان هناك عدد قليل جدا من المواطنين المتبقية في افسس والذين نسوا تماما وجود معبد ارتميس او حتي انه كان موجود في اي وقت مضى .
وفي عام 1864، قام المتحف البريطاني بالتمويل للتنقيب في المنطقة على امل العثور على انقاض معبد آرتيميس ، وبعد خمس سنوات من البحث، واخيرا وجدوا بقايا معبد ارتميس المنشود تحت 25 قدما من طين المستنقعات ،
وقام علماء الآثار في وقت لاحق بالمزيد من التنقيب في نفس الموقع، ولكنهم لم يجدوا الكثير ، وتم شحن القليل من القطع الاثرية التي تم العثور عليها الي المتحف البريطاني في لندن .