لقد بدا المسيح وهو مُعلَّق على الصليب، وكأن كل مفصل في جسده قد انفصل، تعبيرًا عن الآلام المُبرحة التي لا تُحتمل. وقد صار قلبه، أمام نار الغضب الإلهي الرهيب ضد الخطية، كالشمع أمام اللهيب. ويَبِسَت مثل شقفةٍ قوته، إشارة إلى ضعف قوته البدنية. فالرب يُشبّه نفسه بقطعة مكسورة من خزف الأرض؛ شقفة من إناء خزفي قد دخل النار حتى لم تعُد فيه ذرة من الرطوبة. فقد يبست قوة المصلوب في نيران العدل الإلهي. وبسبب سعير النيران، وبسبب الظمأ الشديد، لصق لسانه بِحَلقه من شدة الجفاف، حتى إنه لم يقدر أن يتكلَّم «انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي. يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي، وَلَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي، وَإِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي» (مزمور٢٢: ١٤، ١٥).