رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النهاية على الأبواب: سجل لنا القديس بطرس الرسول فكر المستهزئين الذين يسلكون حسب شهوات أنفسهم، هؤلاء الذين يقولون: "أين هو موعد مجيئه لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" (2 بط 3: 4). كما يوبخهم الرسول بولس: "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة، ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 4-5). هنا يؤكد الرب أن وقت العقاب قد اقترب، هذا الذي ظنه الشعب اليهودي إنه لن يحدث. لهذا يتكرر في هذا الأصحاح العبارات: "نهاية، قد جاءت النهاية، الآن النهاية عليكِ (ضدك)، جاء الشر، جاء الوقت، بلغ اليوم" [2، 5، 6، 12]. وقد تحدث عن النهاية من ثلاثة جوانب: أ. النهاية مؤلمة للغاية جاءت النهاية إذ تقسَّت ضمائرهم تمامًا، ولم يعد في حياتهم أدنى دليل على التوبة، لذلك يدينهم الله حسب طرقهم الشريرة ورجاساتهم، لأنهم لم يصغوا إلى أنبيائه، ولا تابوا عن وثنيتهم.[1-6]. ب. النهاية على الأبواب [7-10]. ج. النهاية حتمية لا مفر منها [10-15]. النهاية مؤلمة للغاية، ليس لأن الله يريد مرارة نفوسهم، لأنه لا يزال يحبهم، ولكن لأن هذه هي طبيعة الخطيئة نفسها، طبيعتها الاضطراب والغم، إذ يقول: "اقترب يوم اضطراب، لا هتاف الجبال" [7]، انتهت التسابيح، ونزع الفرح منهم وحّل الهم والضيق بحلول الخطيئة في حياتهم. هذا ما يؤكده بقوله "أجلب عليك طرقك وتكون رجاساتك في وسطك" [4]. وكأن الرب يؤكد أن ما يحل بها إنما هو طبيعة فساد الخطيئة والرجاسات التي اختارها الإنسان لنفسه، فهي تحمل عقوبتها في داخلها. هذا ما يؤكده القديس أغسطينوس إذ يعلق على كلمات المرتل: "كما يذوب الشمع يُنزعون" (مز 8: 85)، [إنهم يهلكون بنوع من نار شهواتهم. هنا (في العالم) يوجد نوع من العقوبة الخفية للخطاة يتحدث عنها المزمور... فالشهوة الشريرة كالحرق والنار. هل تحرق النار ثوبًا ولا تحرق شهوة الزنا النفس؟! إذ يقول الكتاب عن الزنا المتعمد: "أيأخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟!" (أم 6: 7)... ويقول الرسول: "لذلك أسلمهم الله أيضًا في شهوات قلوبهم" (رو 1: 24). انظر النار التي تجعله كالشمع يذوب!] "انتهي الدور إليك أيها الساكن في الأرض" [7]. إذ يسكن قلب الشرير في الأرض، ويصير ترابًا، يأتي دوره بدوران عجلة القضاء الإلهي، وليس من يقدر على تحويلها عن مسيرها... يأتي يوم الغضب. أما من يرتفع قلبه بالتوبة إلى السماء فلا يسقط تحت الغضب بل ينعم بالرحمة الإلهية. إذ يسقط الأشرار المصرين على شرهم تحت الغضب لا يرون الرب الراعي، بل "الرب الضارب"، إذ يقول: "فتعلمون أني أنا الرب الضارب" [9]. إذ يعلن الرب اقتراب النهاية المؤلمة التي هي ثمرة طبيعية للنجاسات يوضح ما هي النجاسات حتى يمكن للمؤمنين الرجوع عنها. أ. الكبرياء: "أزهرت العصا، أفرخت الكبرياء" [10]، فإن سقوط الشعب في العبادة الوثنية أو الزنا علته الكبرياء. هذه هي بداية أوجاع النفس التي حطمت إبليس وأنزلته من أعلى الرتب السماوية إلى الهاوية، وهي التي أخرجت آدم وحواء من الفردوس. لهذا يُذل الله المتكبرين، لا لأنه يشتهي إذلالهم، وإنما لكي يبتر عنهم ما للشيطان، فيستطيعوا بروح الاتضاع أن يتوبوا خاضعين للوصية الإلهية. ب. الظلم: "قام الظلم إلى عصا الشر" [11]، إن كان الكبرياء يمس بالأكثر علاقة الإنسان بالله، فإن الظلم يمس علاقة الإنسان بأخيه، وإن كان الاثنان مترابطين معًا، فإن كليهما مؤشران إلى قساوة القلب كطبيعة شريرة تفسد حياة الإنسان الداخلية وبالتالي معاملاته مع الله والإنسان. الكبرياء يدفع الإنسان إلى المذلة، وليس من يترفق به، والظلم يدفعه إلى فقدان ما لديه وليس من يرحمه: "لا يبقى منهم ولا من ثروتهم ولا من ضجيجهم ولا نوح عليهم" [11]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حزقيال النبي | الأبواب |
انا هو البداية والنهاية |
الأبواب المغلقة هى بداية الأبواب المفتوحة |
البداية والنهاية |
انا البداية والنهاية |