رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذا تفحّصنا واقعنا سريعًا، لنفتّش عن جواب لهذا السؤال الرهيب، فقد نجد الكثيرين بيننا يعتقدون أنّ المسيح قام حقًّا. ولكنّ واقعنا عينه لا يُخفي عنّا أنّ هذا الاعتقاد يكاد تطبيقه يكون موسميًّا فقط لا غير، يكاد يكون فكرةً جميلةً، أغنيةَ طرب، كلامًا عذبًا لا علاقة له بحياتنا، أيضًا فقط لا غير. وإن كان هذا رجاءنا، فكيف يتحقّق، إن لم نلتزم نحن مقتضياته؟ كلّ سؤال، يطرح ذاته على ضمائرنا، يفترض أن نفتّش عن جواب له. وسؤال الأسئلة هو: هل نؤمن بأنّ المسيح قام حقًّا؟ إن أجبنا نعم، فربّما لن يكتفي مَنْ ينتظر الإجابة بجوابنا. ربّما سيطلب منّا أن نُثبت ما نقوله. فماذا سنجيبه، إن سألَنا مثلاً: كيف أراكم تطفرون إلى صلوات الفصح كما تطفر الأيائل إلى ينابيع المياه، ومن ثمّ أرى معظمكم، بعد انقضاء العيد، ينامون نومة أهل الكهف؟ لِمَ العيد، عيدكم، يبدو لي كما لو أنّه لعبة جديدة في يدَيْ ولد، جديدة إلى حين؟ لِمَ تبتعدون؟ مَنْ يبعدكم؟ أين تعلّمتم أنّ العيد مـوسم؟ مَنْ أخـفى عنكم أنّني أنا العيد؟ وَلِمَ لم تبحثوا؟ لِمَ لم تسألوا؟ هل سألتم، ولم تُجابوا؟ هل أُجبتم، ولم تقنعكم الإجابة؟ وماذا يعوزكم، لتُنقذوا أنفسكم من دمار عدم المعرفة؟ وماذا سنُجيبه، إن سألَنا: لِمَ أرى كثيرين منكم، أمام مـوت قـريـب أو عـزيـز، منـعدمـي الرجـاء؟ أن تحزنوا شرعيّ، لكن هل شرعيّ أن تتعاملوا مع الموت كما لو أنّه النهاية؟ ألم تسمعوا أنّني "أنا البداءة والنهاية"؟ ما هذه الثياب السوداء التي ترتدونها في أوان أتراحكم؟ هل تُعزّيكم؟ وهل يُعزّي بعضَكم أن ينقطعوا عن "شركة كنيستي" إلى أجَلٍ يُرضيهم؟ هل قمتُ من الموت، لتفرحوا بي فقط، أو لأمدّكم بحياتي، وأفرح بكم أنا أيضًا؟ وماذا سنجيبه، إن سألَنا: لِمَ أرى ضيق مآزقكم يُحطّمكم؟ لِمَ هذا التعب الذي يعمّر نفوسكم؟ ما الذي خرّبكم؟ أين "ثقتكم بأنّني قد غلبتُ العالم"؟ أين فرح فصحي؟ لِمَ لا أراه يقفز من عيونكم؟ أين ثباتكم؟ لِمَ لا أراه عظيمًا في شدائدكم ومشقّاتكم؟ ما الذي يُقلقكم؟ هل تهولكم المصادفات المرّة كما تهول أيّ طفل لم يغازل الخامسة من عمره؟ أين نضوجكم؟ كيف لم تفهموا أنّني أنا نصركم في الآن الصعب، واللحظة المجنونة، ونصركم دائمًا؟ أين تنظرون؟ يا أيّها الذين تتباهون بانتسابكم إليَّ، أين عيونكم؟ من أين ينبع فكركم؟ ما هو سند سلوككم؟ لِمَ انهيار الكثيرين منكم يكاد يكتمل؟ هل هي الضيقة الاجتماعيّة؟ هل هي الأوضاع السياسيّة؟ أنا يسوع الناصريّ ربّ الكون، أراكم، على عرجكم أمامي، تتراكضون خلف زعمائكم الأرضيّين كلّما نادوكم، تُصفّقون، وتُهيّصون، وتتركونني من دون اعتبار إن كانت مناداتهم تقع في "يوم عشائي"، أأنا أُترَك؟ تتباهون باتّباعكم سيرة العالم، وتتركونني؟ أنا الذي أتيت إليكم، وناديتكم، وأفرحتكم بكلماتي، وأحببتكم بسخاء، أنا أُترَك؟ ما بالكم، هل فقدتم رشدكم؟ لا تعتقدوا أنّني لا أفهم الدنيا، أنتم لا تفهمون أنّ هذه الدنيا، التي أحييتُها، أريد أن أمدّها بحياتي فيكم باستمرار، فمتى تفهمون؟ أريدكم أن تحملوني إلى عملكم وجامعاتكم وتجمّعاتكم، وأينما دخلتم وخرجتم، فمتى تفهمون؟ ومتى تراكم تفعلون؟ تقتحمني أصوات تبريراتكم أنّكم مشغولون دائمًا، أتعتبرونني ساذجًا؟ ما قيمة حياتكم إن كنتم تجهلون ما كلّمتكم به؟ كيف تتنبّه آذانـكم؟ وكيـف تـتـنقـّون؟ تـعـالوا نرَ الآن، هلاّ ردّدتم على مسمعي آيةً واحدةً قلتُها كما قلتُها؟ هل تعتقدون أنّني لا أعرف ما تعرفونه كلّه؟ هل تتصوّرون أنّني لا أعلم بما أنتم متشاغلون؟ تختارون التفه، وتكادون تعبدونه، وتـقـولـون إنّـني أعـرف أحـوالكم، وتتـكـلّمون على رحمتي، وماذا لو قذفت بابي بوجوهكم؟ أنا، خوفًا عليكم، سأكتفي، وسأختصر الأسئلة كلّها بسؤال واحد: هل تؤمنون بأنّني قمت حقًّا؟ فكّروا، وأجيبوا أنفسكم. المسيح قام، حقًّا قام.... |
27 - 05 - 2012, 08:03 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
شكرا ليك على الموضوع المتميز ربنا يبارك تعب محبتكم
|
||||
27 - 05 - 2012, 08:09 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ميرسى خالص على مشاركتك
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح هو البداية والنهاية |
انا هو البداية والنهاية |
هو البداية والنهاية |
أنا هو البداية والنهاية |
البداية والنهاية |