رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لكن ما يجب علينا ملاحظته في سفر يشوع هو أنه ليس فقط تشتد الهجمات بعد عبور المعمودية ونوال نصرات متوالية، إنما كان يشوع ورجاله هم المتحفزين ضد الشر والمقاومين له. فالمسيحي إذ يدرك أن قلبه أرض الموعد الذي يجب أن يملك يشوع الحقيقي عليه لذا لا يكف عن مقاومة كل شر حتى لا يكون له موضع فيه. في هذا يقول الأسقف قيصريوس: [قبل أن يخطئ أدم كان جسدنا ونفسنا كلاهما أرض الموعد، لكن بعد الخطية صارت أرض الكنعانيين. ما كان مسكنًا للفضائل صار مغارة للصوص فإذ طُردت الفضائل إلى الخارج ملكت الرذائل فينا. على أي الأحوال، بمجيء ربنا يسوع المسيح يلزمنا أن نسرع ونستعين به لطرد الأمم المقاومة. فإن لم ينزع الغضب لا نعطي مكانًا للصبر، وبالمثل ما لم نستبعد الكبرياء والطمع والحسد والخلاعة عنا، أي عن أرض الموعد، لا نقدر أن نعد مكانًا فينا للفضائل المقدسة. أن لم تنزع بمعونة الله الرذائل من داخلك، أي من أرضك التي تقدست بنعمة المعمودية لا يمكنك قبول كمال الميراث الموعود به. حقًا توجد في داخلنا عروش الرذائل تهاجم النفس على الدوام بلا توقف، الكنعانيون الروحيون في داخلنا يشنون حربًا يومية ضدنا. وإذ يعرف الرسول هذا يقول: "الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد" (غلا 5: 17). لهذا يلزمنا أيها الأحباء أن نتأمل كيف نعمل ونسهر ونثابر في الأعمال الصالحة حتى نقتلع كل الأمم الرذيلة عنا، من أرضنا، فنتحرر من الحرب]. |
|