منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2023, 10:35 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,853

شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (  ابراهيم يتحدث عن راحيل سارة )

اليوم لقائنا مختلف وحزيناً فقد رحلت عنا أمنا سارة..
*أولادى الأحباء أخيراً جاء اليوم الذى كان علىَ أن أرحل فيه عن العالم
الذى كنت قد تغربت فيه طويلاً وكان قبرى هو أول قبر يذكر فى الكتاب المقدس...
*وماتت سارة فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكى عليها [تك23: 2]...
*لقد كنت متغيباً عن البيت عندما لفظت سارة أنفاسها الأخيرة
ولكننى أتيت فى الحال لأندبها وأبكى عليها وهذه هى أول مرة يقرأ عنى أننى بكيت....
*لم نقرأ أنك بكيت يا أبانا إبراهيم عند نهر الفرات عندما تركت الأهل والأوطان...

*ولا نرى أثراً لذلك عندما وصلت إليك أخبار
سبى أخيك لوط...
*والكتاب لا يذكر أنك فعلت ذلك فى طريقك
إلى جبل المُريا لتقديم وحيدك الذى تحبه إسحق مُحرقة...
*أما وقد ماتت سارة فقد تفجرت ينابيع حزنك وسالت دموعك أنهاراً...
*ترى ما الذى أحدث هذا التغيير؟...
*نعم عندما نُدعى من الله لنتمم عملاً سواء كان رحلة شاقة أو حرباً أو تضحية ما فإننا نستطيع
أن نحبس دموعنا...
*ونتحمل كل شىء بصبر وربما كثرة مشاغلنا
تلهينا عن أحزاننا...

*ولكن عندما ينتهى كل شىء وعندما تأتى بنا
الأيام بجوار جثة هامدة لا تملك أيدينا أن تفعل
لها شيئاً حينئذ تنساب دموعنا....
*لعله ليس بمستغرب أن أبكى حبيبتى ...
*لقد كانت سارة شريكة حياتى وحب عمرى
ورفيفة دربى ...

*كانت هى الوحيدة الباقية ممن تحمّلوا معى
مشاق رحلتى الخطيرة هذه السنين الطوال....
*وإذ جثوت بجوارها إنهالت علىَ ذكريات الماضى...
*فقد عاشت سارة 127 عامًا كلها أعوام مثمرة
فى الرب بدت فى سنواتها التسعين الأولى عقيمة
من جهة الإنجاب لكن بالإيمان ظهرت أمًا للمؤمنين [إش 51: 2]...
*تشاركنى أنا [أب المؤمنين] كل أيام جهادى
تحمل معى المشقات وتتقبل معى الوعود الإلهية...
*كما سلكت بروح الطاعة حتى طلب الرسول
بطرس من المؤمنات أن يتمثلن بها...
《كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها
التى صرتنَّ أولادها صانعات خيرًا وغير خائفات خوفًا البتة》 [1 بط 3: 6]
*نعم يا أولادى تذكرتها كعروس فى بدء حياتنا الزوجية...
*تذكرت طاعتها وخضوعها فى كل حياتها داعية إياى سيدى ...
*مرَّ فى مخيلتى شريط أحداث متتابعة ومواقف كثيرة لها..
* ضيافتها وكرمها وقارها وزينة الروح الوديع
الهادئ الكثير الثمن...
*حسن تدبيرها ووقوفها معى فى كل مسيرة
الحياة كل هذا كان لا بد أن يقودنى للبكاء....
*لقد رفعنى إيمانى فوق الأحداث فبالإيمان
حاربت الملوك لأنقذ إبن أخى لوط...
*وبالإيمان أخذت ابنى إسحق إلى أرض المريا لأذبحه...
*لكن هذا الإيمان لا يتعارض مع المشاعر الإنسانية الرقيقة
التى فجرت ينابيع دموعى أمام جثمان حبيبتى...
*نعم أصدقائى فالإيمان لايجردنا من الإحساس
بل يقدسها وينميها فى الرب..
*هذا ما نراه فى أبينا إبراهيم رجل الإيمان...
*وما نلمسه فى التلاميذ والرسل ...
*بل وفى السيد المسيح نفسه الذى لم يحتمل
دموع مريم ومرثا على أخيهما لعازر فبكى
[يو 11: 35]...
*حتى قال اليهود انظروا كيف كان يحبه؟
[يو 11: 36]...
*وقد جاءت رسائل معلمنا بولس الرسول مشحونة بالمشاعر الإنسانية المقدسة...
*فنراه يذكر دومًا منظر تلميذه تيموثاوس وهو
يبكى عند فراق الرسول أو عند سجنه
[2 تى 1: 3، 4]...
*ومع أننا كنا نعيش حياة صحراوية فى خيمة
إلا أننا أردنا مكاناً أكثر إستقراراً من رمال الصحراء المتحركة ليكون مستقراً ًلمحبوبتى سارة...
*لذلك إشتريت مغارة المكفيلة من عفرون الحثى لتكون قبراً لزوجتى ...
*فلم أفكر فى دفن زوجتى بجوار أسلافى فإن
كان بالإيمان قد خرجت مع سارة من أور الكلدانيين بقيت سالكًا بالإيمان حتى النفس الأخير ودفنت
فيها أنا أيضا...
*كما دفن فيها إسحق ورفقة ويعقوب وليئة...
*وهكذا فى الموت رمزياً لم يفترقا كما كانا خلال حياتهما أيضاً...
*حقا فإن الدموع تهوّن على النفس أحزانها الثقيلة..
*وهى تخفف ضغط الأحزان عن القلب...
*هى لآلئ وليدة الجروح والآلام كما تتحول
الجروح فى المحارات إلى لآلئ....

*نعم يا أصدقاء نحن لا نستطيع أن نعرف تماماً
لماذا يبكى البشر إذا وقفنا معهم بجانب القبر....
*ففى معظم الأحيان يكون باعث الحزن خالص المحبة...
*ولكن فى بعض الأحيان تكون الدموع ممتزجة بمرارة بسبب ما يملأ نفوسهم بالندم والأسف
بسبب معاملة قاسية أو كلمات صعبة أو بسبب تقصير فى خدمة أو مشاركة فى أعواز...
*ليحفظنا الرب فى روح المحبة لكى لا نشرب
مثل هذه الكأس المُرَّة كأس أحزان الحرمان...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها ( راعي من الرعاة ) شخصيات الميلاد
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (قايين)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (ابراهيم ابو الآباء)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها سارة (زوجة ابراهيم)
شخصيات كتابية تتحدث عن نفسها (هاجر جارية سارة)


الساعة الآن 11:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024