رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ الَّذِي ضَرَبْتَهُ أَنْتَ هُمْ طَرَدُوهُ، وَبِوَجَعِ الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ [26]. من الصعب جدًا أن يُطبق هذا على داود النبي، لكنه تحقق بالنسبة للسيد المسيح حيث قيل عنه: "ونحن حسبناه مُصابًا مضروبًا من الله، ومذلولًا. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه" (إش 53: 3-4). "فيقول له ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جُرحت بها في بيت أحبائي... اضرب الراعي فتشتت الغنم، وأرد يدي على الصغار" (زك 13: 6-7). لقد ضُرِبَ السيد المسيح بكونه الراعي، فتشتت الغنم . ربما يتساءل أحد: لماذا يلقي باللوم عليهم إن كانوا يطردون أو يضطهدون من يضربه الله ويضيفون جراحات لمن يجرحه الله؟ بالنسبة للسيد المسيح فإن ما حلَّ به هو حسب مسرته ومسرة الآب أن يتألم ويُصلب من أجل خلاص العالم. أما هم ففعلوا هذا لا لأجل هدف صالح، وإنما بسبب حسدهم وحقدهم. أما بالنسبة للمؤمنين فيَسمَح الله أحيانًا بتأديبهم لأجل بنيانهم، أو لأجل تزكيتهم، أم هم فيستغلون هذا ليمارسوا بغضهم وكراهيتهم. * لم يرتبك التلاميذ فقط، بل بالحري الأمر كان قد أقلقهم جدًا، وكان من الصعب عليهم إدراك هذا السرّ، كيف يمكن أن يقوم من الأموات، أو كيف من يصنع آيات لا حصر لها لحساب الشعب يُسلم لموت والعار؟ لكن هذا يتفق مع ما قاله النبي: "اضرب الراعي" (زك 13: 7). يقول أيضًا داود للآب: "لأن الذي ضربته أنت هم اضطهدوه" (مز 69: 29 LXX)... لقد قبل الآب باختيار الابن أن يتألم هكذا. لقد سمح له أن يتألم مع أنه كان له السلطان أن يمنع الألم. هذا الأمر واضح من العبارة الخاصة بسلطان بيلاطس على المسيح. "لم يكن لك سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق" (يو 19: 11)، أي "لو لم يسمح لي الآب أن أتألم". القديس كيرلس الكبير |
|