رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَلَيْسَ أَنْتَ يَا اللهُ الَّذِي رَفَضْتَنَا، وَلاَ تَخْرُجُ يَا اللهُ مَعَ جُيُوشِنَا؟ [ع10]. إنه الله وحده الذي يطردنا أحيانًا، ويقصينا عن بلادنا للتأديب، هو وحده يهبنا ليس فقط أن نسترد ما فقدناه، بل يقدم لنا أكثر مما نسأل. الله في تأديبه لا يترك شعبه ولا من يؤمن به إلى النهاية، وإنما يؤدب إلى حين. يبدو كمن ترك شعبه، لكنه يفتح أبواب الرجاء أمامهم. * يتحدث النبي عن مدينة أورشليم بكونها المدينة الحصينة، إذ رأى بعين النبوة أهل بابل يهدمون أسوارها، ولكن بعد رجوعهم إليها يبنونها مدينة حصينة. فيقول: من غيرك يقدر أن يبلغني إليها، ويريني إياها حصينة، ومن ثم يهديني إلى أدوم؟ أنت يا الله تقدر على ذلك. يا من تقصينا مرارًا من أجل خطايانا، ولا تتقدم أمام جنودنا تأديبًا لنا. المدينة هنا تُقال أيضًا عن كنيسة المسيح، لأنها مسكونة سكنًا منظمًا وهي حصينة، لأن قوات الملائكة تحوطها، ونعمة الله تحرسها، فيشتاق النبي أن يرى ببصرٍ حسِّيٍ ما رآه ببصيرةٍ روحيةٍ. هذا ما قاله ربنا له المجد في بشارة متى الإنجيلي: "إن أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا" (مت 13: 17). الأب أنثيموس الأورشليمي |
|