يرى القديس چيروم
أن يونان لم يحتمل الذهاب إلى نينوى فتخلص على حساب شعبه إسرائيل، فعصى الرب لا عن كراهية في القلب وإنما عن غيرة من جهة شعبه، وكأنه يمتثل بموسى النبي الغيور في قوله: "إن غفرت خطيتهم وإلاَّ فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر 32: 31، 32). فقد ظهر موسى كمن يقاوم الرب لكنه اقتنى مراحم الله لشعبه ولم يمح الله اسمه من كتابه. بنفس الروح يقول الرسول بولس: "أود لو كنت أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد الذين هم إسرائيليون" (رو 9: 3). لقد اشتهى لو حُرم هو نفسه لكي يحيا إخوته بالمسيح، حاسبًا موته ربحًا، بهذا الحب لم يمت بل استحق الحياة التي اشتهاها لهم. هكذا خشي يونان من كرازته للأشوريين أعداء إسرائيل هلاك إسرائيل نفسه، فهرب إلى ترشيش، أي الاتجاه المضاد. يرى البعض أنها ترتيسوس الواقعة في جنوب أسبانيا قرب جبل طارق(8)، أو قرطاجنة في شمال أفريقيا.