القديس ثيؤفان الحبيس
يشرح ثيؤفان فكرته عن الخلوة الداخلية بقوله أنَّه بجانب الخلوة الخارجية هناك أيضًا الخلوة الداخلية، فخارج الإنسان، يمكن أنْ يكون هناك نهر معتاد من الاهتمامات البشرية، لكن في نفس الوقت يمكن أنْ يكون هناك مَنْ يقف في القلب دون أنْ يلاحظ ما يحدث حوله، فالجميع يعلمون أنَّه عندما ينشغل الإنسان بالحزن لا يرى ولا يسمع مهما كانت الضوضاء حوله، إذ أنَّه وحده في قلبه منشغلًا بحزنه، وكلنا يعلم ذلك من الخبرة الشخصية، فإذا كان الأمر هكذا في الحياة الطبيعية إذًا يمكن أنْ يحدث أيضًا في الحياة الروحية، فعندما يبدأ الإنسان يحزن في قلبه، سوف يستطيع أنْ يُثبت وعيه وتركيزه في قلبه، وهكذا يكفى أنْ تجاهد لأجل نوال تلك الحالة الداخلية كىّ تكون في خلوة على الدوام أيًا كان المكان الذي أنت فيه، وهذا ليس أمرًا صعبًا، فقط اِقتنى مخافة الله وسرعان ما ستحزن وينسحق قلبك، عندئذ تُثبت انتباهك على الشيء الواحد الذي تحتاجه: كيف يجب أنْ تظهر أمام وجه الله؟ هذه هي الخلوة.