لقد شُهِدَ عن “أَخْنُوخ” «أَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ» (عبرانيين١١: ٥)، بعدما «سَارَ... مَعَ اللهِ... ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ» (تكوين٥: ٢٢).
لقد أرْضَى “أَخْنُوخُ” اللهَ بسيره معه. والسير مع الله يعني العيشة في طاعة الله، وفي شركة معه؛ الاتفاق معه في الفكر والإرادة، والانفصال عن كل ما لا يوافق ذلك، لأنه «هَلْ يَسِيرُ اثْنَانِ مَعًا إِنْ لَمْ يَتَوَاعَدَا؟» (عاموس٣: ٣).
وأن أعيش يومي متمتعًا بحضرته، وأن أبدأ يومي بالشركة الهادئة معه، وألا أُفرِّط في هذه الشركة طوال اليوم. في بيتي، في عملي، في سيري بالشارع، في قيامي بكل ما أُوُكِّل إليَّ من أعمال أيّا كان نوعها. في أكلي، في شربي، في حديثي مع أصدقائي وجيراني وزملائي، في خلوتي، في رفقتي، أستطيع في كل ذلك أن أتحدث إليه، وأسمعه يتحدث معي، ولا أفقده أبدًا طوال اليوم.