منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 12 - 2022, 06:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,130

تخلى مسيحيو دمشق عن حرياتهم وحقوقهم





أخبار سقوط زحلة:

وجاء سقوط زحلة في 18 حزيران 1860 ليحدث ضجة هائلة في دمشق. كانت تعتبر زحلة المعقل الأخير للمسيحيين في سوريا. كان سقوطها هو نهاية أي أمل في النجاة من الموت. وكتبت الشعارات على جدران الكنائس تدعو إلى قتل المسيحيين. وعم الخوف كل تجمعاتهم. وبقدر حزنهم وقلقهم، كانت فرحة المسلمين والدروز في كل أنحاء سوريا حيث عمت الإحتفالات.

بعد سقوط زحلة تابع الدروز مع من انضم إليهم من المسلمين بغزوهم لقرى الجنوب وريف دمشق. فهرب الكثيرين من هؤلاء المسيحيين إلى دمشق وبدأ الحي المسيحي داخل سور دمشق يغص بهم وقدرت أعدادهم بين 3,000 – 7,000. وامتلأت البيوت والأديرة والكنائس بهم. ولأنه لم يكن هناك أمكنة كافية لاستيعابهم أضطر معظمهم مع نسائهم وأولادهم أن يفترشوا الطرقات ويتلحفوا السماء.

وما زاد الطين بلة أن القرويين الذين كانوا في دمشق لم يعد بإمكانهم العودة إلى ضيعهم في تلك المناطق لغياب الأمن في الطرقات، مما أدى إلى ازدحام المدينة بالناس. وشكلت عبئاً على سكانها الذين لم يُقَصّروا في مساعدة اللاجئين. حتى نبلاء دمشق من الأغنياء المسلمين مدوا يد العون بالمسكن وبالطعام.

وتحول الكثير من اللاجئين إلى شحاذين في الطرقات، وأصبحوا هدفاً سهلاً للإعتداءات والإهانات وسوء المعاملة من قبل المتعصبين الجهلة من المسلمين والدروز والأكراد. لم يحمل هؤلاء أي شفقة لهؤلاء المساكين. ولم يسلم حتى مسيحيي المدينة الأصليين من هذه الإعتداءات.

استشعر الأمير عبد القادر الجزائري، الذي كان مقيماً في دمشق وكان أحد وجهائها، الخطر المحدق وأخذ في إجراء المشاورات مع قادة المدينة ومجالسها وعلمائها لمنع الكارثة، لكنه مع ذلك أخذ بالتحضير للأسوأ. فقام بتجهيز 1000 من المقاتلين المتطوعين الأشداء معظمهم من رجاله الجزائريين لحماية الحي المسيحي في حال فلتان الأمن. وشجعه على ذلك القنصل الفرنسي، الذي كان أيضاً يستشعر الخطر، ومَوَّله بكل ما يلزم لتجهيز الفرقة.

ضغط قناصلة الدول الأوروبية على حاكم دمشق ليزيد الإجراءات الأمنية في المدينة لكن بلا فائدة. فبدلاُ من أن يحاول إسكات المتمردين وضع عدد من المدافع عند مداخل الجوامع وفي القلعة ليوهم المسلمين بأن الخطر المسيحي قادم. ثم وضع عدد من الحراس في الحي المسيحي بدعوة حماية الحي ليكتشف الناس فيما بعد أن معظم هؤلاء الجنود كانوا قد شاركوا في مذابح الجبل.

وفي أخر أيام حزيران قبيل عيد الأضحى، لما رأى المسيحيون كيف كان حكام دمشق ومسلميها المتعصبين يحتفلون بالنصر بإضاءة المشاعل وإشعال الحرائق وتزيين البيوت والمحلات في السوق وفي الأحياء المسلمة، أخذوا يرتعشون رعباً لشعورهم بأن المسلمين يكنون أشد العداء لهم وأن السلطات لن تحميهم. خاصة بعد أن وصلت أخبار تآمر الجنود العثمانيين مع المهاجمين في مناطق الجبل والبقاع، فاعتكفوا في بيوتهم خوفاً على أرواحهم.

وخلال أيام تخلى مسيحيو دمشق عن حرياتهم وحقوقهم وعن كل المكتسبات التي حصلوا عليها منذ “التنظلمات”. لم يعودوا يردوا على الإهانات وسكتوا عن التعديات عليهم في الأزقة وتوقفوا عن الذهاب إلى القهاوي أو زيارة الحدائق والمتنزهات. وتوقفوا عن المطالبة بديونهم من المتدينين المسلمين وأهملوا أعمالهم. وامتنع موظفي الدولة عن الذهاب إلى العمل فتوقفت وظائف الدولة لأنهم كانوا يشكلون نسبة جيدة من الموظفين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مسئوليّة الكهنة وحقوقهم
لم يقم مسيحيو دمشق بأي عمل عسكري ولم يرتكبوا أي جريمة بحق السلطات العثمانية
مسيحيو دمشق بعد “التنظيمات”
سفر اشعياء 7: 8 لان راس ارام دمشق و راس دمشق رصين
سفر اشعياء 17: 1 وحي من جهة دمشق هوذا دمشق تزال من بين المدن


الساعة الآن 01:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024