إنه المسمار والسهم الأول الذي استخدمه إبليس لإسقاط الإنسان في جنة عدن، عندما جاء إلى أمنا حواء في صورة حيّة مشككًا في كلام الله بالقول: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» (تكوين٣: ١). لاحظ التعبير “أحقًا” وكيفية التضليل في مصدر الحق كله - الله - فإبليس: «مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا٨: ٤٤).
لذا دعونا نتحذر من ذلك السهم الخطير الذي يستخدمه إبليس للتشكيك في صدق مواعيد الله وكلامه؛ لأنه إذا نجح في اسقاطنا فيه فسيكون السقوط “عظيمًا”، فنفقد الثقة في صدق مواعيد الله وأمانته، وعندها تبدأ الهوة العميقة من الشك، اليأس، الإنكار والرفض في النفس البشرية.