إنَّ التوبة بلا ثمر هي مظاهر ورياء. وكان اليهود يعتقدون أنهم يُخلِّصون لمجرد انتسابهم لإبراهيم. فشرح يُوحنَّا لهم أن الخلاص ليس مِيراثًا من الآباء، وان الانتماء إلى ذرية إبراهيم لن يُجدي نفعاً فقال لهم "لا يَخطُرْ لَكم أَن تُعلِّلوا النَّفْسَ فتَقولوا إِنَّ أبانا هوَ إِبراهيم. فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم" (مَتَّى 3: 9). فجميع البشر ينبغي أن يعترفوا بأنهم خطأة، وأن يثمروا ثمراً يليق بالتوبة "أَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم" (مَتَّى 3: 8)، وأن يتبنّوا سلوكاً جديداً ملائماً لحياتهم الجديدة (لوقا 3: 10-14).
ويُعلق القديس يُوحنَّا الذهبي الفم: "جاء يُوحنَّا ليقودهم إلى التوبة لا لكي يُعاقَبوا، وإنما خلال التوبة يدينون أنفسهم مسرعين إلى نوال المغفرة. فإنهم ما لم يدينوا أنفسهم لا يقدرون أن يطلبوا نعمته، وبعدم طلبهم هذا لا يمكنهم نوال المغفرة".