رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تمتع سارة بالبركة: إن كان إبرام قد غير اسمه إلى إبراهيم، فإن ساراي أيضًا تمتعت بتغيير أسمها إلى سارة. كان إبرام إنسانًا مكرمًا في الرب، إذ كلمة "إبرام" معناها "أب مكرم"، لكنه إذ دخل مع الله في عهد الختان باسم الكنيسة كلها دُعي "إبراهيم" أي "أب الجمهور" [4]. وساراي أيضًا كان أسمها يعني "أميرتي"، والآن إذ حملت أمومة للمؤمنين دعيت اسمها "سارة" أي "أميرة". فلم تعد خاصة بإبراهيم (أميرتي) إنما يعتز بها جميع المؤمنين كأم لهم وكأميرة للكل. لأول مرة يعلن الله صراحة أن الوارث لإبراهيم يكون من سارة زوجته: "وأباركها وأعطيك أيضًا منها ابن، أباركها فتكون أممًا وملوك وشعوب منها يكونون" [16]. لم يحتمل إبراهيم هذا الوعد: "فسقط إبراهيم على وجهه وضحك، وقال في قلبه: هل يولد لابن مئة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة؟!" [17]. إن ضحكه لا يعني عدم إيمانه، وإنما يعلن شدة دهشته لعمل الله معه، الذي يقيم نسلًا لشيخ بلغ المئة من عمره وزوجته العاقر ابنة تسعين سنة... أما علامة إيمانه فهو سقوطه على وجهه يقدم الشكر. لم يشك إبراهيم في وعد الله، بل كما قال الرسول: "فهو على خلاف الرجاء آمن على الرجاء لكي يصير أبًا لأمم كثيرة كما قيل هكذا يكون نسلك، وإذ لم يكن ضعيفًا في الإيمان لم يعتبر جسده وهو قد صار مماتًا إذ كان ابن مئة سنة ولا مماتية مستودع سارة، ولا بعدم إيمان أرتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيًا مجدًا لله" (رو 4: 18-20). لقد كان مستودع سارة أي أحشاؤها في حكم الموت وكان هو شيخًا، وعلى خلاف الرجاء آمن مترجيًا في مواعيد الله أن يقيم نسلًا حيًا من هذا الموت. وبهذا كان إيمان البعض أن أحشاء سارة كانت أشبه بالحجارة التي بلا حياة وغير قادرة على الإنجاب، لكن الله أقام من الحجارة أولادًا لإبراهيم. لعله لهذا السبب قال القديس يوحنا المعمدان للفريسيين والصدوقيين: "لا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا، لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم" (مت 3: 9)، في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [أن هذا التشبيه جاء عن ولادة هذا الشعب خلال إسحق الموهوب لإبراهيم خلال رحم سارة العقيم كما لو كان متحجرًا ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماشية بالبركة كده |
تمتع سارة بالثمر |
بالبركة يباركك الرب |
بالبركة يباركك الرب |
يأمر لك الرب بالبركة |