رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة الأم سارة الراهبة سارة لسان العطر (تذكار نياحتها: 15 برمهات) على حافة نهر النيل في إحدى قرى الصعيد سكنت القديسة سارة الراهبة ستين سنة دون أن تخرج من قلايتها لتنظر وجه الماء أو الناس. وقد دعوناها هنا بِلِسان العطر لأن الروح القدس جَمَّلَهَا بِلِسان فصيح ينضح كلمات حكمة ومنفعة. وقد بدأت سارة منذ نعومة أظفارها تسلك سلوكًا رهبانيًا. وكان أبواها مسيحيين غنيين، لكنها لم تأبه بالمال أو القنية. وقد تربت في بيت أبيها تربية مسيحية وتعلمت القراءة والكتابة، ودرست الكتاب المقدس، وقرأت سير الآباء الرهبان. واشتهت أن تكون راهبة، فانضمت إلى دير للعذراء وثابرت فيه على مجاهدة الشيطان سنوات عديدة حتى ضجر منها ومن شدة تمسكها بحياة الطهارة. ولقد حاربها الشيطان مرة بخطية الكبرياء وظهر لها وهي تصلي مبشرًا إياها أنها غلبت إبليس وقدرت عليه. ولكنها أجابته بأنها ضعيفة ولا تستطيع أن تغلب إلا بقوة السيد المسيح، فتوارى من أمامها. وقد خدمت الأم سارة العذارى سنوات كثيرة. وسلكت مسلك الاتضاع ومارست أعمال الرحمة والمحبة. وكانت تقول "جيد أن يصنع الإنسان رحمة ولو من أجل الناس. فسيأتي وقت تكون فيه الرحمة لإرضاء الله". وكانت الأم سارة تعتقد أن ذكر ساعة الموت والدينونة يولد في النفس تقوى الله. ولذا فقد قالت "إنني أضع رجلي على السلم لأصعد، فأتصور أنني سأموت قبل أن أنقل الرجل الثانية". وجاهدت سارة جهادًا عظيمًا في نسكها، وكانت تؤمن بأهمية المثابرة على الجهاد الروحي. وكانت ثابتة القصد في ذلك. وعن هذا قالت "جهاد عظيم وتعب يلقاه المتقدمون إلى الله في البداية. ولكن بعد ذلك فرح لا ينطق به. ومثل هؤلاء كمثل الذين يوقدون نارًا، ففي الأول تدخن عليهم وتدمع عيونهم، لكنها بعد ذلك تصفو فيشعرون بالدفء". وقد آمنت الأم سارة بأهمية الوحدة. وكانت تقول "إن أنا طلبت أن أعمل إرادة كل الناس فسوف أوجد تائهة على باب كل واحد. فينبغي أن أحفظ قلبي نقيًا مع كل أحد وأنا مبتعدة عن كل أحد". وكانت للأم سارة أقوال كثيرة نافعة كانت تقولها لبناتها العذارى. واستمرت في قيادتهن وتعليمهن حتى بلغت الثمانين من العمر. ومع كثرة تعاليمها وفيض النعمة والحكمة التي كانت فيها، فإنها كانت تحب أن تتعلم وتستزيد من الآخرين. ومرة زارها رهبان من الإسقيط فقدمت لهم طعامًا، فتركوا الجيد وأكلوا الدون. وعندئذ قالت لهم "بالحقيقة أنكم إسقيطيون". وبعد أن جاهدت الجهاد الحسن تنيحت بشيبة صالحة وسط عذاراها وتلميذاتها. نفعنا الله بسيرتها العطرة.. آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة الراهبة سارة |
سيره القديسة الراهبة الأم سارة رئيسة دير الأنبا بضابا |
القديسة سارة الراهبة |
القديسة سارة الراهبة |
من اقوال القديسة سارة الراهبة |