رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قراءت لك مقاله لرامى جلال عامر «الندالة» دخل محاضر فى إحدى الكليات قاعة الدرس وكتب اسم «ولينجتون» وسأل الطلبه عما يعرفونه عن صاحب هذا الاسم فلم يجب أحد، ثم مسح الاسم وكتب بدلاً منه اسم «نابليون» وأعاد نفس السؤال مرة أخرى وطبعاً تعرف كل الطلبة على صاحب الاسم، لكن الطريف أن «ولينجتون» هذا هو القائد الإنجليزى الذى هزم «نابليون» نفسه فى معركه «ووترلو» الشهيرة! فالتاريخ لا يحتفظ فى ذاكرته إلا بالعظماء الذين يحققون نجاحات بالتراكم وليس بالطفرة.. ومن المعروف تاريخياً أن «الندالة» ليها ناسها، والحمد لله على الفقر والجدعنة، وكان الأديب الكبير «محمد عبدالحليم عبدالله» يقول: «الرجال معادن، بعضهم يذوبون فى درجة حرارة لا تتجاوز العشرين، والبعض الآخر يصمدون إلى درجة الخمسين، ولكن قلة منهم لا يذوبون حتى فى الفرن الذرى، وحين يذوبون يتحول فحمهم إلى ماس».. وأن تكون «خايب» خير من أن تكون «خاين»، فماذا لو كنت الاثنين!! فلا أحد يمكنه أن يقهر جبلاً إذا وقف على قمته لدقيقة لأن الريح ستمحو ببساطة أثر قدميه ويبقى الجبل!! وعلى رأى «عرفات» «يا جبل ما يهزك ريح»، و«ابن عروس» يقول: «الندل ميت وهو حى، ما حد حاسب حسابه».. أما «أمية بن أبى الصلت» فيقول بحزن: أعلمه الرماية كل يوم .. فلما اشتد ساعده رمانى. وكم علمته نظم القوافى .. فلما قال قافية هجانى. حتى «ليلى مراد» قالت: «يا خاين مالكش أمان».. فالبعض لا يقيم اعتباراً للعيش والملح إلا على السفرة! والتاريخ ممتلئ بالخونة والأنذال، فـ «بروتس» قتل أستاذه، و«يهوذا» سلّم معلمه، و«خاير بك»- الذى سماه المصريون «خائن بك»- خان «قنصوة الغورى» وسلّم مصر للعثمانيين فى معركة «مرج دابق»، مثلما فعل «أبوغربال» الذى دل «أبرهة الحبشى» إلى مكة ليهدم الكعبة، فضربت العرب المثل «بأولاد غربال» فى الخيانة.. وبمناسبة «قنصوة الغورى»، فإن نائبه «طومان باى» كان قد توسط لديه لإطلاق سراح شيخ قبائل العربان الذى وضعه «قنصوة الغورى» فى قبو تحت الأرض وكتب على معصمه «من القبو إلى اللحد»، والعجيب فى الأمر أنه بعد هزيمة «طومان باى» فى موقعة «الريدانية»، هرب ولجأ إلى صديقه شيخ العربان هذا، فما كان من هذا الصديق الشهم إلا أن رحب به عرفاناً بالجميل وقال له: «انتظر هنا يا صديقى، وأهلاً وسهلاً بك»، ثم ذهب وأحضر له سليم الأول ليشنقه!! ويبدو أن أولاد غربال وأتباع شيخ العربان لا يزالون بيننا إلى الآن، يقبعون فى كل مكان ممارسين هوايتهم فى الخيانة والنذالة، فالخيانة طبع وليست حدثاً.. ولا ينسى أحد نذالة «لارى هولمز» مع «محمد على كلاى»، فقد أحضره الأخير لـ «يتدرب فيه» بدلاً من كيس الرمال! فما كان من «لارى هولمز» إلا أن درس نقاط ضعف وقوة «محمد على» وتحداه بعد أربع سنوات وهزمه وانتزع منه لقب بطولة العالم!! «ومحمد على كلاى» لم يقرأ عن «محمد على باشا» ليتأكد من أن الخيانة طبع والنذالة سلوك، وأن الرجال فعلاً معادن، فالأميرال التركى «أحمد باشا» كان شديد الجدعنة مع «محمد على باشا» وسلم له الأسطول العثمانى عام 1839، وظل الباب العالى لسنوات يطلب من «محمد على» تسليمه، إلا أنه رفض بما عرف عنه من شهامة، ولكن بعد أربع سنوات (نفس الأربع سنوات!) انصهر معدن «محمد على» وقرر أن يضع حلاً لهذا الصداع فوسّط «زكى أفندى» حاكم الإسكندرية وقتها لعرض السم على «أحمد باشا» الذى امتثل وشرب السم فى القهوة فمات بعدها بساعات بالسكتة القلبية! وتلك هى الحياة مليئة بالانقلابات كعادتها، تماماً مثل الانقلابات العسكرية فى التاريخ السورى، والخيانات المتتالية والسريعة من القادة بعضهم لبعض (12 انقلاباً فى حوالى 25 سنة!!)، فمنذ حوالى خمسين عاماً، قيل إن أى مواطن سورى يمكنه أن يصحو من نومه ويغسل وشه ويقوم بانقلاب عسكرى يستولى به على الحكم! وهذه كانت موضة تلك الأيام وسمة هذا العصر، تماماً مثل البنطلون «الشارلستون» ورقصة «الهولا هوب»، لكن دوام الحال من المحال، فانتهت الانقلابات، لأن «حافظ الأسد» قتل الجميع! واختفى «الشارلستون»، لأنه كان واسعاً على صاحبه، وتوقفت «الهولا هوب» وحل محلها «الرقص على السلالم»! وظهرت موضات جديدة كثيرة، فكل شخص عاوز يتأهل لأى شىء يربى ذقنه! وكل محام غاوى شهرة يرفع قضية ضد «عادل إمام»، وكل شخص معاه فلوس يُصدر صحيفة، ففى عصر «الإسهال الصحفى» تكاد أعداد الصحف تزيد على أعداد القراء، ورغم أن بعض هذه الصحف لا تزيد قيمتها كثيراً على قيمة صحيفة الحالة الجنائية لأصحابها، إلا أننا وبالفعل بحاجة شديدة إلى كوب «كمون مغلى» لمسك البطن! لكن عزاءنا أن العشب فى الحديقة غير مهم بطبيعته لأنه يفرض نفسه وينمو بسهولة قبل أن يتم اجتزازه، فيا داخل مصر منك كتير! |
16 - 06 - 2012, 11:26 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: «الندالة»
شكراً كتير على مشاركتك المثمرة |
||||
19 - 06 - 2012, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: «الندالة»
ميرسى رامز ومارى على مشاركتكم المميزه
|
||||
23 - 06 - 2012, 11:54 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: «الندالة»
مقاله حلوه قووووووووووووي
تسلم ايدك يانعمه |
||||
24 - 06 - 2012, 08:39 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: «الندالة»
|
||||
26 - 07 - 2012, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
سوبر ستار | الفرح المسيحى
|
رد: «الندالة»
مقاله متميزه وروئيه واضحه للاحداث ميرسي يا نعمه علي مقالتك الجميله التي استمتعت بكل كلمه فيها لانها تحاكي الواقع وتتحدث عن تاريخ وعن القادم |
||||
04 - 08 - 2012, 01:32 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: «الندالة»
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فعل الندامة |
الندامة |
الندالة |
الندالة |
أله الندالة |