ما من طريق آخر لفهم مُلْك المسيح إلا َّهذا، أن يعي المرء أنَّ مواجهة الشر بالشر هو فشل، هو هزيمة ورضوخ لمنطق الشر. أمَّا قوة المسيح فهي قوة الحب، ومَلكوته هو مَلِكوت الحب، كما صرّح بولس الرسول" لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير"(رومة 12: 21)؛ فيسوع هو مَلِك ٌ، لأنَّه أحب إلى اقصى الحدود، كما صرّح يوما لتلاميذه "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفْسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه" (يوحنا 15: 13). وبهذا الحب وثق يسوع باللص اليمين، ولم يتوقف على خطيئته وبؤسه وشرّه، لأنّه كان يعرف قلب الإنسان، أحبّه كما هو، بمشاعره وعواطفه، بقدرته على الحبّ والعطاء، وبخطيئته وعنفه متضامنًا معه في كلّ شيء، حتى الموت، وموت الصليب.