أختار لوط منطقة سدوم الخاضعة في ذلك الحين لكدرلعومر ملك عيلام، تدفع له الجزية. وقد سبق الحديث عن عيلام.
أما كدرلعومر ملكها فأسمه يعني "عبد لعومر" أي عبد أحد آلهة عيلام؛ عُرف ببطشه وسطوته إذ اكتسح كل ممالك الجنوب، وأخضع لسلطانه كل بلاد وادي الأردن، وبسط حمايته على الطريق الرئيسي بين دمشق ومصر. خضعت له البلاد وبعد اثنتي عشر سنة إذ شعرت بالمذلة قام خمسة ملوك بالثورة ضده حتى لا يدفعوا له جزية، هم ملوك سدوم وعمورة وأدمة وصوبيم وبالع (صوغر)، فاضطر كدرلعومر أن يقوم بحملة ثانية لتأديب هؤلاء الملوك المتمردين، وقد تحالف معه ثلاثة ملوك آخرين هم ملوك شنعار والأسار وجوبيم... وقد اكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة. وإذ تركزت الحرب بجوار سدوم فبالرغم من مناعتها الطبيعية ومرارة نفوس سكانها انهزمت بسبب الفساد الذي حطمها، واضطر الملك إلى الهرب بينما سقط لوط وعائلته أسرى وصارت ممتلكاتهم غنيمة.