رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ (لوقا ١:١٨-٨) استدراك ختامي وتحذير! وصلنا الآن للملاحظة المفتاحية الثانية لفهم المثل، فما العلاقة بين ضرورة الصلاة كل حين، ودون ملل وبين سؤال الرب الاستنكاري: “َلَكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنـْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ ٱلْإِيمَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟” (لوقا ٨:١٨) تكمن الإجابة في فهم طبيعة الإيمان والتي، يا للأسف، كثيرًا ما تغيب عن أذهاننا كمسيحيين. ليس الإيمان هو امتلاك شعور باطني قوي يطغى على فكر الإنسان وعقله ويمنحه يقينًا بالتفوق على الآخرين كونه جديرًا بامتلاك ما يطلبه من الله لقوة في ذاته، أو لتميز ينفرد به عن غير المؤمنين. كلا البتة! على النقيض من ذلك، فالقراءة الأمينة لمثل الأرملة وقاضي والظلم وموضوعه الصلاة دون ملل، تعلمنا أن مضمون الإيمان هو إدراك عجز الإنسان الكامل عن تغيير حالته، وخلاص نفسه. هذا الإدراك يقوده لصراخ لا ينقطع وانكسار قلب يطلب النجاة من الله الذي يملك وحده القوة على الإنصاف والخلاص. فكل من اقترب إلى الله بقلب منكسر يعرف معنى أن يلقى الإنسان المكلوم بكل ثقته ورجاءه على إله خلاصه بلا ملل ولا كلل. فذَبَائِحُ ٱللّٰهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. ٱلْقَلْبُ ٱلْمُنْكَسِرُ وَٱلْمُنْسَحِقُ يَا اَللّٰهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. (مزمور ١٧:٥١). في كلمة واحدة: الملل في الصلاة هو شعور الواثقين بِأَنـْفُسِهِمْ أَنـَّهُمْ أَبْرَارٌ (لوقا ٩:١٨). فهل من قبيل المصادفة أن يكون المثل التالي مباشرة هو مثل “الفريسي والعشار.”، وأن يوجهه لِقَوْمٍ وَٱثِقِينَ بِأَنـْفُسِهِمْ أَنـَّهُمْ أَبْرَارٌ، وأن يستهله بالتعقيب على إنسانين صعدا للهيكل ليصليا (لوقا ٩:١٨-١٠)؟ لست أظن! فيا كل من يؤمن ويعلم عن التبرير بالإيمان، هل تصلي بروح الأرملة، كل حين، وبلا ملل؟ أم تصلي متفاخرًا بإيمان وهبه الله لك بالنعمة وحدها؟ ولمجده وحده؟إن كنا قد فقدنا حقاً حرارة الصلاة بغير انقطاع فلنسمع ختام الأمر كله من فم الرب الآتي ثانيةً لعله يجد الإيمان على الأرض في قلوبنا نحن، مِن هنا نَعْلَمُ أَنـَّهَا ٱلسَّاعَةُ ٱلْأَخِيرَةُ (يوحنا الأولى 18:2). لأَنـَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ ٱسْتَغـْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْئٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنـَّكَ أَنـْتَ ٱلشَّقِيُّ وَٱلْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِـٱلنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغـْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تـُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتـُبْ. (رؤيا يوحنا ١٧:٣-٢٠) |
17 - 01 - 2023, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: الأرملة وقاضي الظلم - استدراك ختامي وتحذير
يعطيك العافية
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأرملة وقاضي الظلم - مقدمة المثل |
الأرملة وقاضي الظلم - ابن الإنسان وقاضي الظلم |
الأرملة وقاضي الظلم - الأرملة المظلومة |
الصلاة بلجاجة (الأرملة وقاضي الظلم) |
مثل الأرملة وقاضي الظلم |