رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد قلنا فيما سلف كم هو أمرٌ مفيدٌ للخلاص الأبدي التعبد لمريم العذراء وخدمتها كالواجب. فالأخوة في جمعياتهم ماذا يصنعون الا واجبات عبادتها وخدمتها، فكم يمدحونها هناك، وكم يتضرعون إليها. اذ أنهم منذ أشتراكهم بهذه الأخويات يكرسون ذواتهم لخدمتها وعبادتها. مختارينها بنوعٍ خاص سيدةً وأماً لهم. وبالتالي كما أنهم عبيدٌ لها وأبناءٌ، أخصاء. فهكذا هي بنوع متميز تعضدهم وتحامي عنهم في مدة حياتهم وفي ساعة موتهم. فاذاً يمكن القول عن كل أحدٍ من المشتركين بأخويات هذه الأم الإلهية أنه مع الأخوية قد أقتبل كل خيرٍ، كقول الحكيم: جاءتني الخيرات كلها معها، والثروة التي لا تحصى في يديها: (سفر الحكمة ص7ع11).* الا أن كل واحدٍ من المشتركين بهذه الأخويات يلزمه أن يجتهد في أمرين: أحدهما: هو الغاية، أي في أن يكون تردده الى الأخوية لا لغايةٍ أخرى الا لعبادة الله وخدمته، وللتعبد لوالدته المجيدة. ولكي يهتم في خلاص نفسه. ثانيهما: أن لا يهمل لأجل أعمالٍ عالميةٍ الذهاب الى الأخوية في الأيام المعينة للأجتماع، لأن تردده الى الأخوية أنما هو لممارسة العمل الأهم والأصر والأخص من جميع أعمال العالم، وهو عمل خلاصه الأبدي. ثم أن يجتهد بقدر مكنته في أن يجتذب الآخرين أيضاً الى هذا الأجتماع، لا سيما في أن يصير أولئك الأخوة الذين تركوا التردد الى الأخوية أن يرجعوا الى حالهم الأولى. لأنه كم وكم عاقب الله بقصاصاتٍ ظاهرةٍ مهيلةٍ، أولئك الذين اذ كانوا مرةً ما مشتركين في إحدى الأخويات المختصة بعبادة مريم العذراء قد أهملوها بعد ذلك بالكلية. |
|