قد كشف الله قِيامَة الموتى لشعبه تدريجيا، حيث أنَّ الرجاء بقِيامَة الموتى في الجسد قد ثبت كنتيجة ضمنية للإيمان بالله الذي خلق الإنسان بكامله جسداً ونفساً، وحفظ بأمانة العهد مع إبراهيم ونسله كما ترنّم صاحب المزامير "فانَّ الرَّبَّ صالِحٌ وللأبدِ رَحمَتُه وجيلٍ فجيل أَمانَتُه" (مزمور 100: 5). فالله الذي يخلق، هو أيضا يُقيم (2 مكابى 7: 9)؛ والله هو أمين للعهد للأبد "لا أَقطعُ عنه رَحمَتي ولا أَخونُ أَمانتي"(مزمور 89: 34). وفي هذه النظرة المزدوجة تمَّ التعبير عن الإيمان بالقِيامَة. وقد اعترف الشهداء المكابيون بالقِيامَة في وسط مضايقهم، فقال أحدهم للملك " إنّ مَلِكَ العالَم، إِذا مُتْنا في سَبيلِ شَرائِعِه، سيُقيمُنا لِحَياةٍ أَبَدِيَّة" (2مكابي 7: 9)، وقال آخر للملك لَمَّا أَشرَفَ على المَوتِ " خَيرٌ أَن يَموتَ الإِنسانُ بِأَيدي النَّاس ويَرجُوَ أَن يُقيمَه الله" (2مكابيين 7: 14).