تناول القربان المقدس في يوم العيد، فحسنٌ هو أن العابد يستمد الأذن من مرشده الأب الروحي بأن يتناول السر الأقدس مراتٍ أخرى في بحر التسعة الأيام. فكان الأب بولس السنيري من عادته أن يقول: أنه لا يمكننا أن نكرم مريم العذراء بأفضل نوعٍ، الا حينما نكون متحدين مع يسوع: بل أن هذه السيدة عينها قد أوحت الى نفسٍ من الأنفس القديسة بأنه لا توجد لديها تقدمةٌ أكثر قبولاً، من أن عبيدها يواظبون تناول جسد أبنها الإلهي. لأنه تعالى بهذه الرياضة يجمع بيديه من الأنفس أثمار آلامه المقدسة.
ثم يبان كأن هذه الأم الإلهية لا تشتهي شيئاً أكثر من هذا العمل الجليل، ولذلك تهتف نحو الجميع عن لسان الحكيم قائلةً: تعالوا كلوا من خبزي وأشربوا الخمر الذي مزجته لكم.*