رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندئذ ٍ دعا طوبيا رافائيل، وقال له: [1] "يا أخي عزريا، خذ معك غلامًا وجملين واذهب إلى بيت غابيلوس في راجيس بميديا. أحضر لي الفضة وأحضره إلى وليمة العُرْسِ [2]. فقد أقسم رعوئيل ألا يطلقني [3]. لكن أبي يُعدّ الأيام، فإذا ما أبطأت كثيرًا يحزن جدًا [4]. عندئذ مضى رافائيل وقضى الليل مع غابيلوس، وأعطاه الصك. بهذا أحضر غابيلوس أكياسًا صغيرة مختومة وقدَّمها له [5]. استيقظ الاثنان في الصباح المبكر ومضيا إلى وليمة العُرْسِ. وبارك طوبيا وزوجته [6]. حينما تقابل رافائيل مع غابيلوس دفع إليه صكه، واستوفى منه المال كله، ونلاحظ أن الشريعة كانت تسمح بالقروض بين اليهود بعضهم البعض، ولكن لم تسمح إطلاقًا بفائدة أو رِبا وتقول في ذلك: "إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالرابي لا تضعوا عليه رِبا، إن ارتهنت ثوب صاحبك فإلى غروب الشمس تردّه له، لأنه وحده غطاؤه، هو ثوبه لجلده، في ماذا ينام؟" (خر 25:22-27)". وتؤكد ذلك في موقع آخر "وإذا افتقر أخوك وقصرت يده عندك فأعضده غريبًا أو مستوطنًا فيعيش معك، لا تأخذ منه رِبًا ولا مرابحة بل اخش إلهك فيعيش أخوك معك، فضتك لا تعطه بالرِبا وطعامك لا تُعطِ بالمرابحة" (لا 35:25-37). قال السيد المسيح له المجد: "من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده (مت 42:5)". وقال يشوع بن سيراخ يقول: "الذي يصنع رحمة يقرض القريب والذي يمد إليه يد المساعدة يحفظ الوصايا. أقرض قريبك في وقت حاجته وسدِّد ما له عليك في حينه، أثبت على كلامك وكن مخلصًا له، فتنال بغيتك في كل حينٍ، كثيرون يحسبون القرض لقطة ويجلبون المتاعب للذين ساعدوهم. قبل أن يقبضوا يُقَبِّلون اليد وأمام أمواله يتكلمون بتواضع، فإذا آن الرد ما طالوا وردّوا كلمات كئيبة وشكوا صروف الدهر. إن كان الرد في طاقتهم يكاد المقرض لا ينال النصف ويحسب ذلك لقطة وإلا فيكونوا قد سلبوه أمواله ويكون قد زاد عدد أعدائه، بلا سببٍ يردون لعنًا وشتما وبدل الإكرام يكافئونه الإهانة. كثيرون عن غير خبثٍ يمسكون عن القرض مخافة أن يُسلبوا بلا سببٍ" (سيراخ 29: 1-7 ). وداود النبي يقول: "الشرير يستقرض ولا يفي، أما الصديق فيترأف ويعطي" (مز 21:37). لأن غابيلوس كان رجلًا بارًا، رد كل ما كان عليه دفعة واحدة. مع أن المبلغ كان كبيًرا. وعندما علم بخبر العُرْسِ، قام ومضى إلى العُرْسِ فرحًا ومهنئًا طوبيا بن طوبيت صديقه. والذي وقف جانبه حينما كان في احتياج فهو لم ينسَ من صنع معه المعروف[2]. |
|