يأتي بعده المزمور 54 ليقدم مثلًا حيًا وخبرة للخلاص الأكيد الذي تمتع به داود النبي، قدمه في شكل مرثاة، لا بل في شكل تسبحة، خلالها يعلن قوة اسم الله للخلاص. فقد هرب داود من وجه الملك شاول ورجاله؛ هرب الراعي الحقيقي الخفي من وجه الأجير الذي يهتم بنفعه الخاص، ولو على حساب غنم رعيته، أو قل هرب الحمل الوديع من أمام وجه الذئب.
التجأ داود إلى زيف، مدينة في المنطقة الجبلية ليهوذا (يش 15: 55)، ليتمتع بحصون طبيعية. خاف أهل زيف من شاول، وكان يمكنهم أن يطلبوا من داود أن يفارقهم، لكنهم غدروا به، إذ جاءوا إلى شاول، وقالوا له: "أليس داود مختبئًا عندنا؟!" وأرادوا تسليمه له، أو تهيئة الجو لشاول ليقتله، والرب خلصه!