بعد حديث الربّ مع تلاميذه عن مجيئه الثاني، أراد أن يوجه نظرهم إلى ما ينبغي عمله وهم منتظرون مجيئه. فضرب مثل الأَرمَلَةٌ والقاضي الظَّالِم كي يحثنا على الصَّلاة الدائمة، ولا نمل أبدًا، بل نواظب عليها في أوقاتها. الله سبحانه تعالى ليس كالقاضي الذي يتأخر عن إنصاف الأَرمَلَةٌ عن قصد، ولكنه حينما يتمهل علينا فهو لحكمة عنده ولوقت معين، فعلينا أن ننتظره بصبر وإيمان، واثقين أنه سيستجيب؛ لأنه تعالى الله أبٌ حنون يعطِفُ على أبنائه ويُلبِّي دوماً حاجاتِهِم، بشرط أنْ يداوِموا على الصَّلاة، وأن يثِقوا بحكمته وحنانِهِ إذ إنَّه يختار لهم النِعمة التي توافقهم. وضع الله لاستجابةِ طلبنا شرطَيْن: هما الإلحاح عليه في الطلب، والثقة البَنَويَّة به تعالى. ألم يقل يسوع: "أِسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا، إِقرَعوا يُفتَحْ لكُم. لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يَنال، ومَنْ يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ لَه (متى 7: 7-8).