رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذن ماذا يطلب الله منا؟ "اذبح لله ذبيحة التسبيح. أوفِ العلّي نذورك، وادعني في يوم شدتك، فأنقذك وتمجدني" [14-15]. إن كان الله لا يُسر بالذبائح الحيوانية التي تقوم على عشور الإنسان أو الجماعة باحتياج الله إليها، إنما يقبلها كرمز لذبيحة الصليب التي تحقق المصالحة مع الله، والقادرة على تجديد الإنسان الداخلي، فما هي ذبيحة التسبيح التي يطلبها الله؟ وماذا يعني بايفاء النذور؟ قدم السيد المسيح حياته مبذولة لأجلنا، لكي يُصلح من طبيعتنا الفاسدة ويحوّله إلى طبيعة جديدة مقدسة في الرب، وبهذا نتحول من حالة الجحود إلى حالة شكر مع تسبيح لله وحمد، لهذا تُدعى ذبيحة الصليب "أفخارستيا" أي "الشكر". إذ نتناول جسد الرب المبذول ودمه الكريم يليق بنا أن نعيش شاكرين ومسبحين له في كل ظروف حياتنا. بهذا نذبح للرب "ذبيحة تسبيح" ونوفي له نذورنا. * ما هي المحرقة الروحية؟ "ذبيحة التسبيح"! أين نقدمها؟ في الروح القدس . القديس باسيليوس الكبير يرى القديس أغسطينوس أن ذبيحة التسبيح وإيفاء نذورها لا يتحقق بالكلمات وحدها بالممارسة العملية، فنُعَبَّر عن شكرنا لله وفرحنا به وتسبيحنا له بحبنا لإخوته الأصاغر الذين هم في احتياح مادي أو نفسي أو روحي، كما نقدمها بالقلب المستقيم في الرب. * كان لزكا ذبيحة التسبيح هذه في ميراثه، وكان للأرملة في حقيبتها... والبعض لهم هذه بالكامل في قلوبهم... "اذبح لله ذبيحة التسبيح". يا لها من ذبيحة مجانية، توهب لنا بالنعمة! حقًا إنني لست أحضرها لكي أقدمها، بل أنت تهبني إياها، فإنه حتى هذه ليست من عندي! هذا هو ذبح ذبيحة التسبيح، أن ترد الشكر لذالك الذي أعطاك الصالحات، وبرحمته غفر لك الشرور التي لك... بهذه الرائحة الذكية يُسر الله! القديس أغسطينوس يرى بعض الآباء. أن السيد المسيح هو ذبيحة التسبيح التي قدمها ممثلًا عن البشرية، فمن يقتني السيد في حياته، إنما يقتني حياة الشكر والتسبيح، مشتاقًا أن يموت كل النهار من أجل الله... بهذا يقدم ذبيحة التسبيح ويوفي نذوره. إن كنا نقدم ذبيحة التسبيح ونوفي هذا النذر باتحادنا بالمسيح الذبيح، فإننا نطلب الله في وقت الضيق فينقذنا ويتمجد فينا. كثيرون يتجاهلون "واو" العطف في كلمة "وأدعني"... فإن الوعد الإلهي بإنقاذنا يضع شرط التسبيح وإيفاء النذر الروحي عتذئذ ندعوه فيتمجد فينا! فإن الله يطلب القلب المتهلل به والمتكل عليه عندئذ يتحقق له كل طلباته ويسمع صلواته. بمعنى آخر الله يسمح لنا بالضيق لنتعلم أمرين: التسليم له بفرح والصراخ إليه... إنه يشتاق إلى راحتنا، ويود أن يهبنا أكثر مما نسأل وفوق ما نطلب، لكنه يسمح بالضيق حت نتكئ عليه بفرح ويزداد التصاقنا به. يرى البعض أن يوم الضيق هنا هو يوم الدينونة، فإنه ليس ما ينقذنا منه إلا التمتع بعربون الحياة السماوية هنا، أي حياة التسبيح، فنجد في يوم الرب يوم عُرس سماوي! |
|