منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 09 - 2023, 09:29 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,321

العلامة أوريجينوس:





["تارة أتكلم على أمة وعلى مملكة بالقلع والهدم والإهلاك فترجع تلك الأمة التي تكلمت عليها عن شرها فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها".
يطلب بعض الوثنيين المثقفين منا أن نبرر موقفنا وأن نفسر لهم ماذا يقصد "بندم الله". لأنه يبدو أن "الندم" أمر غير لائق، ليس فقط بالنسبة لله، إنما أيضًا بالنسبة لأي إنسانٍ حكيمٍ. لأنني لا أتقبل فكرة أن يندم إنسان حكيم، لأن من يندم يفعل ذلك لأنه لم يأخذ من البداية الجانب الصحيح أو الرأيالصائب. لا يمكن للرب الذي يرى المستقبل ويعرفه، أن يأخذ أي جانب آخر سوى الرأي السديد. إذًا كيف ينسب الكتاب المقدس لله القول "فأندم...[1]
نجد نفس الفكرة في سفر الملوك أيضًا حينما يقول الرب: "ندمت على أني قد جعلت شاول ملكًا" (1 صم 15: 11). ويُقال أيضًا عن الرب: "ويندم على الشر" (يؤ 2: 13). هلموا لننظر ماذا يقول لنا الكتاب المقدس أيضًا عن الله.
تارة يقول: "ليس الله إنسانًا فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم" (عد 23: 19)، تعرفنا هذه الآية أنالله ليس إنسانًا. تارة أخرى يتكلم عن الله كإنسانٍ: "فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك" (تث 8: 5). إذًا، عندما يتحدث الكتاب المقدس عن لاهوت الرب، يقول إنه "ليس إنسانًا"، وأن: "ليس لعظمته استقصاء" (مز 145: 3). وأنه "مهوب على كل الآلهة" (مز 96: 4). ويقول أيضًا: "سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده. سبحيه أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور" (مز 148: 2-3).
لكن عندما تنازل الله وأخذ جسدًا واختلط بالناس، أخذ أيضًا حكمة الناس ولغتهم، فعل تمامًا مثلما نفعل نحن حينما نريد أن نتحدث إلى طفلٍ عمره سنتين، فنقوم بعمل حركات وأصوات غير مفهومة تناسب الطفل، أما إذا احتفظنا بوقارنا وأصررنا على الحديث معه بلغة البالغين لن يفهم شيئًا. هكذا يفعل الله في اهتمامه بالجنس البشري، وخاصة الأطفال منهم. انظروا كيف أننا نحن البالغين نقوم بتغيير أسماء الأشياء بالنسبة للأطفال الصغار؛ فنسمي لهم الخبز باسم خاص، والشرب باسم آخر، دون أن نستعين بلغة البالغين التي يستخدمونها في أحاديثهم. ماذا إذًا، هل نحن أشخاص غير ناضجين؟ هل إذًا سمعنا أحد ونحن نتكلم مع هؤلاء الأطفال يقول: لقد فقد هذا الشيخ عقله وتناسى شيبته ووقاره؟ ألا يُرجعوا هذا بالأولى إلى الظروف التي دفعت الشيخ الوقور إلى استخدام تلك اللغة؛ وهي مخاطبة الأطفال؟
بالمثل، يتحدث الله أيضًا إلى أطفالٍ. قال المخلص: "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب". بما أننا أشخاص وبشر نندم، فإن الله عندما يريد أن يخاطبنا بلغتنا، يقول: "ندمت"، وحينما يهددنا لا يظهر نفسه بصورة مَنْ يَعْلم المستقبل، لكنه يتصرف معنا كمن يخاطب أطفالًا، بالرغم من أنه "يعرف جميع الأشياء قبل أن تكون".
في مخاطبته للأطفال الصغار يتظاهر بأنه كمن لا يعرف المستقبل. يقول: إذا رجعت هذه الأمة عن شرها، سأندم أنا أيضًا عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها.
آه يا رب! عندما كنت تهدد، ألم تكن تعلم ما إذا كانت هذه الأمة سوف تتوب أم لا؟
وحينما كنت تُعطَى وعودًا، ألم تكن تعلم ما إذا كان الإنسان أو الأمة التي وجهت إليها وعودك ستظل مستحقة لتلك الوعود أم لا؟
كنت تعلم كل شيء لكنك كنت تتظاهر بعدم المعرفة.
تجد في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة من هذا النوع، منها: "تكلم مع بني إسرائيل، لعلّهم يسمعون ويتوبون". ليس أن الله كان غير متأكدٍ عندما قال: "لعلهم يسمعون"، لأن الله لن يقع في الشك أبدًا؛ لكنه قال ذلك حتى يُظهر بوضوح حرية إرادتك، حتى لا تقول: بما أن الله يعرف مسبقًا أنني سأخلص، إذن لا بُد أن أخلص. يتظاهر بعدم معرفته لما سيحدث لك لكي يحترم حرية إرادتك وتصرفاتك.
تجد أجزاء كثيرة في الكتاب المقدس يتشبه فيها الله بصفات الإنسان. فإذا سمعت يومًا كلمات "غضب الله وثورته" لا تظن أن الغضب والثورة عواطف وصفات موجودة لدى الله، إنما هي طريقة بها يتنازل الله ويتكلم ليؤدب أطفاله ويصلحهم. لأننا نحن أيضًا حينما نريد أن نوجه أولادنا ونصحح أخطاءهم نظهر أمامهم بصورةٍ مخيفة ووجه صارمٍ وحازمٍ لا يتناسب مع مشاعرنا الحقيقية، إنما يتناسب مع طريقة التأديب.
إذا أظهرنا على وجوهنا التسامح والتساهل الموجود في نفوسنا ومشاعرنا الداخلية تجاه أطفالنا بشكلٍ دائمٍ، دون أن نغير ملامح وجوهنا بحسب تصرفات الأطفال، نفسدهم ونردّهم إلى أسوأ. بهذه الطريقة نتكلم عن غضب الله، فحينما يُقال أن الله يغضب، المقصود بهذا الغضب هو توبتك وإصلاحك، لأن الله في حقيقته لا يغضب ولا يثور، بل أنت الذي تتحمل آثار الغضب والثورة عندما تقع في العذابات الرهيبة القاسية بسبب خطاياك وشرورك، في حالة تأديب الله لك بما نسمِّيه غضب الله! ].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ماذا يقصد بقوله: "عهدي معه للحياة والسلام"؟
ماذا يقصد ب "هذا" (الذي عزاني)؟
ماذا يقصد "بالثياب" إلا الجسم الأرضي، الذي تلتحف به النفس وتتغطي
بجاتو يطلب من "الدستورية" العودة إلى "المفوضين".. والمحكمة تؤجل طلبه
ماذا يقصد الكتاب المقدس بالقول "إنكم آلهة" الوارد في مزمور 82: 6 وأيضاً يوحنا 10: 34؟


الساعة الآن 08:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024