رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مرارة نفس سارة وصلاتُها [7- 15] وفي ذلك اليَومِ سارةَ بنت رَعوئيلَ Raguel السَّاكِنِ في مَدينةِ أَحْمَتا Ecbatana، بميديا، سَمِعَت هي أَيضًا تعييرات مِن جَواري أَبيها [7]، لأِنَّه كانَ قد عُقِدَ لَها على سَبعَةِ رِجال، وكان أَسموديوس Asmodeus، الشَّيطانُ الخَبيث، يَقتُلُهم قَبلَ أَن يَدخُلوا علَيها. فقلن لَها: "أما تعلمين أنكِ خنقتِ رجالك؟ والآن تزوجتِ سَبْعَةِ، ولم تنتفعي بأَحَدِهم! [8] لماذا تُعَذِّبينَنا؟ ماداموا قد ماتوا، الحقي بِهم! فإننا لم نرَ لَكِ ابْنًا ولا ابنة!" [9] إذ سمعت ذلك اغتمت نَفْسُها جدًا وأَرادَت أَن تَشنُقَ نَفْسَها. إلا أنها قالت: "أنا ابنة وحيدة أبي، إن فعلت هذا أجلب عليه عارًا، وأُنزِلَ شَيخوخَةَ أَبي بحزنٍ إِلى مَثْوى الأَمْوات [10]. حينَئِذٍ بلغت نَحوَ النَّافِذَة وصَلَّت، فقالَت: "مُبارَكٌ أَنتَ يا رب، يا إلهي، ومُبارَكٌ هو اسمك القدوس المُمَجَّد في كل الدهور، ولتسبحكَ كل أَعْمالُكَ إلى الأَبَد. [11] الآنَ يا رب أَرفَعُ إِلَيكَ عينيّ ووجهي [12]. مُرْ أن أَتحرَّر مِنَ الأَرض ولا أَسْمَعَ تعييرات بَعدَ [13]. إِنَّكَ، يا رَبُّ، عالِمٌ بِأَنِّي ما زِلْتُ بريئة من كُلِّ دَنَسٍ مع رَجُل. [14] ولم أُدَنِّسِ اسمي ولا اسْمَ أَبي في أَرضِ سبيي. إِنِّي وَحيدة أبي، ولم يُرزَقْ طفلاً آخَرَ يَرِثُه، ولَيسَ لَه أَي قَريبٌ، ولا تبنَّى ابنًا أحفَظُ نَفْسي لأِكونَ زَوجةً له. ها إِنِّي فَقَدتُ سَبعَةَ أَزْواج، فلِماذا أَحْيا بَعدَ؟ وإِن لم تَشأْ أَن تَقتُلَني، فمُرّ بالعناية بأبي، وارحمني فلا أسمع تعييرًا." [15] أحمتا أو اكباتانا [7]: كانت توجد في ميديا مدينتان باسم راجيس، إحداهما دُعِيَت باليونانية اكباتانا Ecbatana وهي المدينة التي كان يُقِيم فيها غابيلوس والثانية كان يُقِيم فيها رعوئيل[7]. اسموديوس [8]: جاء في العبرية "ملك الشياطين" في تلك المدينة، وهو يثير الشهوة في البعض لكي يُحَطِّمهم[8]. يُدعَى الشيطان "اسموديوس" ومعناه "المُخَرِّب". جاء عنه في In Tyndale Bible Dictionary TBD أنه شيطان شرير ومحب حبًا شريرًا في قصة طوبيت. يقول السيد المسيح عن الشيطان إن اللص الذي يأتي ليسرق ويقتل ويُهلك (يو 10: 10). ربما كانت قصة زواج سارة بسبعة رجال دون أن تُنجِب منهم في ذهن الصدوقيين أثناء حوارهم بخصوص القيامة من الأموات (مت 23:22-33). * ماذا يعني: "بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم" (حك 2: 24). أنتم ترون أن هذا الوحش الشرير (الشيطان) رأى أن أول كائن بشري خُلِق ليكون خالدًا، وسمته الشريرة (هي الحسد) قادته إلى عصيان الوصية، وبهذا جلب عليه عقوبة الموت. بهذا فإن الحسد يُسَبِّب خداعًا، والخداع عصيانًا، والعصيان موتًا... عدو خلاصنا أدخل سمة الحسد التي له، وجعل الإنسان الأول يسقط تحت عقوبة الموت مع أنه كان خالدًا. لكن بمحبة الرب الرعوية أعاد لنا الخلود بموته، فصرنا في امتيازٍ أفضل مما كنا عليه. الأول نزعنا من الفردوس، والأخير قادنا إلى السمو. الأول جعلنا تحت حكم الموت، والأخير منحنا الخلود. الأول حرمنا من مباهج الفردوس، والأخير أَعَدّ لنا ملكوت السماوات. أرأيتم إبداعات ربّكم الذي وجَّهها ضد رأس العدو بذات سلاحه (حسد إبليس) الذي هو مكره ضد خلاصنا. بالحقيقة ليس فقط تمتَّعنا بامتيازات أعظم، وإنما جعله أيضًا خاضعًا لنا بالكلمات: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب" (لو 10: 19) . القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس * عندما صلَّت سوسنة سُمِع لها وأُرسِل ملاك ليُعِينها. هكذا أيضًا في حالة طوبيت وسارة. فإنهما عندما صليا سُمِعَت طلبة الاثنين في نفس اليوم، وفي نفس الساعة وأُرسِل الملاك رافائيل ليشفيهما معًا (طو 3: 17)[11]. القديس هيبوليتس الروماني تُرَى ما هي الاتهامات الكاذبة التي جعلت جواري سارة يُعَيِّرونها؟ أولاً:إلقاء اللوم على سارة فيما حدث مع أزواجها السبعة، عوض اتهامهن لأنفسهن بجهلهن ما حدث مع أزواجها، إذ قام أحد الشياطين بقتلهم. ثانيًا: في جسارة وهن جواري يسألونها أن تنتحر، قائلات: "الحقي برجالك السبعة الذين قمتي بقتلهم" (راجع طو 3: 9). ثالثًا: اتهمن سارة ظلمًا أنها عاقر، ليس لها ابن أو ابنة [9]. رابعًا: كان يليق بهن أن يسألن سارة، ويطلبن منها أن تفسر لهن علة موت هؤلاء الأزواج قبل أن يحكمن عليها. خامسًا: دفعن سارة الابنة الوحيدة لوالديها إلى الغم الشديد، حتى أرادت أن تنتحر. وإن كانت لم تستجب لهذه المشاعر، بل انطلقت إلى النافذة المُطِلَّة نحو أورشليم لتصلِّي، وهي في هذا تشبَّهت بدانيال النبي الذي قيل عنه: "فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة (أن من يطلب من إله أو إنسان غير ملك بابل يُطرَح في جب الأسود)، ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو أورشليم، فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلَّى وحمد قدام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك" (دا 6: 10). وذلك حسب وصية الله وحسب قول سليمان الذي حثّ الشعب أن يُصَلُّوا متجهين نحو الهيكل . في صلاة تدشين الهيكل طلب سليمان من أجل الذي يبسط يديه في وسط الضيق نحو الهيكل أيقونة السماء، يقول: "فاسمع أنت من السماء سكناك، واغفر واعطِ كل إنسانٍ حسب طرقه، كما تعرف قلبه" (1 مل 8: 38-39). حسن لنا في وقت ضيقنا أن نتَّجِه ببصرنا الداخلي نحو مدينة أورشليم العليا، فتنطلق قلوبنا نحو السماء، ويتحوَّل الضيق من ضيق القلب والمرارة إلى اتساعه وتذوُّق عذوبة الأبدية. يرى القديس أغسطينوس أن الذين يريدون أن يطيروا ويصعدوا إلى الله، فيقطنون في أورشليم السماوية، حيث لا يوجد أصحاب شفاه الكذب واللسان الغاش يعيشون لله في حالة تغرُّب عن مدينتهم السماوية. * ويلي لغربتي، قد صارت (أورشليم السماوية) بعيدة". لقد رحلت عنكِ، صرت غريبًا. لم أبلغ تلك المدينة التي سأعيش فيها دون وجود شخصٍ شريرٍ. لم أبلغ بعد إلى صحبة الملائكة حيث لا أخشى أية أذية... هناك جميعهم أبرار وقديسون، يتمتَّعون بكلمة الله بدون قراءة، وبدون حروف، لأن ما هو مكتوب لأجلنا على صفحات سيدركونه هناك خلال وجه الله. أية مدينة هذه؟ إنها مدينة عظيمة بالحق، بائسون هم التائهون عنها . القديس أغسطينوس القديس باسيليوس الكبير |
|