أننا هنا نتأمل الأسباب التي من أجلها وجد أستشهاد هذه الأم الإلهية أعظم من أستشهاد كل الذين سفكوا دماؤهم من أجل الإيمان بالمسيح. فليعتبر.أن الشهداء أنما أحتملوا العذابات في أجسادهم بواسطة النار أو الحديد وغيرهما. أما مريم فأحتملت عذاب أستشهادها باطناً في نفسها. حسبما سبق القديس سمعان الشيخ وقال لها: وأنتِ سيحوز سيفٌ في نفسكِ: (لوقا ص2ع35) وكأنه يريد بقوله هذا أن يعلن لها هكذا مخاطباً: أيتها البتول المثلثة القداسة أن جميع الشهداء أنما عتيدون في أجسادهم أن يتكبدوا أوجاع الحديد، وأما أنتِ فأستشهادكِ أنما هو باطنٌ، لأن سيف الحزن مزمع أن يحوز في نفسكِ وتحيق الأوجاع بقلبكِ مع آلام أبنكِ يسوع