![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() طلبت منهم بأن يدفنوا جسدها بعد موتها. وهكذا باركتهم ورسمت على القديس يوحنا الأنجيلي، كما يورد القديس يوحنا الدمشقي، بأن يعطي عقيب نياحها ثوبيها اللذين كانت تلبسهما، الى أبنتين بتوليتين كانتا خدمتاها مدةً من الزمان، (كما هو مدون من المؤرخ نيكيفوروس وغيره) وبعد هذا الخطاب قد أتكأت بكل أحتشامٍ على سريرها الحقير، منتظرةً بأشواقٍ دنو الموت منها. ومعاً ملاقاةٌ ختنها الإلهي المزمع بعد هنيئةٍ أن يأتي ليأخذها صحبته الى الملك الطوباوي. وهوذا أنها قد أمتلأت باطناً تعزيةً فائقة الوصف وغير مألوفةٍ من الفرح والتهليل، وحينئذٍ اذ رأتها الرسل ناهزت مفارقتهم، فجميعاً جثوا على الأرض حول فراشها نادبين فقدها ساكبين الدموع، ومنهم من كان يقبل قدميها الطاهرتين، ومنهم من كان يلتمس بركتها الخصوصية، ومنهم من كان يتوسل إليها في أمر أحتياج خصوصي، شاعرين كلهم بسهام الحزن الذي صمى أفيدتهم. لفراقهم هذه الأم الإلهية من دون أمل أن يشاهدوها فيما بعد في الأرض مدة حياتهم. وأما هي فكانت موعبةً أشفاقاً عليهم، معزيةً إياهم بعذوبة ألفاظها، موعدةً بمساعدتهم، مباركةً هذا ومشجعةً ذاك، وموصيةً الآخرين، ومحرضةً الجميع على الأجتهاد في أكتساب الأنفس الى الإيمان. |
![]() |
|