فقد أعتبرت ذاتها حسناً أنها لم تكن أهلاً لذلك، ولا مستحقةً لهذه الكرامة، غير أنها لم ترد أصلاً أن تقاوم أرادته الإلهية، فلهذا اذ ألتزمت بأن تعطي الجواب. فماذا صنعت وفي أي شيء أفتكرت، أنها قد أنخفضت كأنها متلاشية بجملتها في عمق الأتضاع، وفي الوقت ذاته قد أشتعلت بنيران الشوق لأن تتحد بالله أعظم أتحاداً، فأهملت ذاتها بكليتها بخضوع تام لمشيئته تعالى، وأجابت قائلةً:" ها أنا أمةٌ للرب".