القديس أنسلموس كان قبل هذا المعلم قال: أن الأشياء كلها قد دعيت الى الحال الأولى التي كانت حاصلةً عليها قبلاً، وأصلحت بواسطة هذه البتول القديسة.
فلهذا أن مريم الطوباوية المولودة طفلةً سماويةً، قد أقتبلت من الله منذ الدقيقة الأولى من حياتها نعمةً أعظم من جميع النعم التي فاز بها القديسون أجمعون جملةً، وذلك بحسب كونها أختيرت وتعينت أماً لمخلص العالم، وبحسبما أقيمت بوظيفة وسيطة العالم عند الله، فكم كان اذاً مشهداً جليلاً شهياً مجيداً لأهل السماء والأرض حال بهاء نفس هذه الطفلة القديسة ولئن كانت بعد مسجونةً في مستودع والدتها القديسة حنه.