رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدالة الله وشر الكنعانيين يقول نورمان جايزلر: “يدعي نقاد الإنجيل أن مثل هذا التدمير القاسي للممتلكات والأرواح البريئة لا يمكن أن يكون مبررا أخلاقيا. يبدو أنه يناقض وصية الرب بعدم قتل الأناس الأبرياء.” بالطبع، هذا الاتهام لا يأخذ في الاعتبار عدالة الله. يقول إريكسون أن الرب لا يتصرف وحسب “بالاتفاق مع شريعته لكنه أيضا يقدم ملكوته طبقا لهذه الشريعة… عدالته هي بره ومطلبه بأن يلتزم الخلق الواعي بهذه المعايير أيضا.” يورد الإنجيل عدة إشارات إلى حيادية الرب (لاويين 19: 15، لوقا 20: 21، أعمال: 10: 34، رومية 2: 11، غلاطية 2: 6، أفسس 6: 9، كولوسي 3: 25، ويعقوب 2:1). كما يقول سمعان بطرس أن الرب يرجىءعودة المسيح لأنه: “يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُولاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.” كما ورد سابقا، أعطي الكنعانيون فرصا للتوبة لكنهم لم يغتنموها مما يعني أنهم بالفعل أشرار ولكن على المرء أن يتساءل: “ما مدى شر الكنعانيين؟” يتجلى شر الكنعانيين أولا في عبادتهم للأصنام. يقول تشيشلوم في حديثه عن الكنعانيين أنهم: “كانوا يؤمنون أن بعل كان ملكا بين الآلهة (تحت السلطة المطلقة للإله الأعلى إل) وبمساعدة الإلهة عانات هزم بعل البحر الهائج والموت… كان مصدر الخصوبة البشرية والازدهار الزراعي. لهذا كان بعل مغريا جدا بالنسبة لشعب إسرائيل.” أظهر يهوه قوته على مصر من خلال إصداره لعدة أحكام تختص بالآلهة المصريين. لذلك حسب تشيسموث، كان على الناس الإدراك أن “تحدي سلطته الملكية بمثابة انتحار.” ثانيا، كان الكنعانيون أشرارا في ممارساتهم. يشير كوبان إلى نواح معينة من شرور الكنعانيين في قوله إن “الآلهة الكنعانيين مارسوا سفاح القربى… الزنى (ممارسة الجنس في المعبد)، إتيان الحيوانات، والممارسات الشاذة (أيضا ممارسة الجنس في المعبد)، وأيضا التضحية بالأطفال كانت مباحة… فلنضف إلى ذلك تعطش آلهة الكنعانيين إلى الدماء والعنف. عانات باعتبارها راعية الجنس والحرب مثلا.. كانت تشرب من دماء ضحاياها وتجلس محاطة بالجثث. والكنعانييون أنفسهم لم يكونوا بريئين البتة حيث انخرطوا أيضا في ممارسات آلهتهم. بالمختصر، كان الكنعانيون مجتمعا شريرا مارس تأثيرا لا يستهان به على شعب الله. لا يمكن لصلاح الله أن يسمح للشر بالاستمرار ولكن ذلك لا يعني أن الرب كان سعيدا بإصدار تلك الأوامر. كما يقول ويليام، يبدو أن “الأوامر الإلهية يمكن أن تطلق بقلب مثقل أشد الثقل… فالأمر والسماح نسبيان وليسا ضدان متعاكسان.” بالإضافة إلى ذلك، وكما يوضح كوبان “يجب الالتفات إلى دليل علم الآثار القوي الذي يشير إلى أن المدن الكنعانية المستهدفة مثل أريحا وآي لم تكن مدنا مكتظة بالسكان من الأطفال والنساء بل حصون عسكرية وحاميات من أجل حماية المدنيين غير المحاربين في البلد الموجود على التل… ومن حين لآخر كانت توجد نساء من اللواتي يشرفن على الحانات في تلك القلاع.” قد يدعي الناقد أن أوامر تقضي بإبادة أو طرد بعض الشعوب هي أوامر شريرة. ولكن من أجل فهم شرور وفساد المجتعمات العاصية يتوجب طرح السؤال التالي: “هل يمكن أن يبقى الله صالحا وفي آن معا يسمح لهذا الشر بالاستمرار من دون عقاب؟” تتداخل طبيعة الله الصالحة مع عدله. كان الله محقا في الدعوة إلى الحرب ضد الكنعانيين حيث غالبا ما يستخدم الرب شعوبا كأداة لإحقاق حقه (رومية 4: 13). إن لم يكن ذاك هو الحال فسيستمر الشر بلا حياء ويستشري في مجتمعات مجاورة وبالنهاية سيغلف العالم أجمع. يمكن القول إنه لم يكن للرب أن يحفظ صلاحه من دون أن يأمر بهزيمة مجتمع شرير. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مَثلُ مَلكوتِ السَّمَوات | العبور من عدالة الشَّريعة إلى عدالة النِّعْمَة |
كان الله قد قضى بأن الكنعانيين يستحقون الهلاك |
مع ان الله شنَّ حربا على الكنعانيين |
أين هي عدالة الله؟ |
هذه هي عدالة الله |