القدِّيس إكليمنضس السكندري
الأحاديث الهزلية
يحذرنا القدِّيس إكليمنضس من الاشتراك في الأحاديث الهزلية، مع أخذ الموقف الإيجابي وهو الاشتراك في الحديث والحوار مع الصدِّيقين.
يلزمنا أن نتجنب تمامًا الحديث الرديء، كما يلزمنا أن نُخرس الأفواه التي تنطق بمثل هذا، وذلك بأن نحرجهم بنظرات حازمة، وندير وجوهنا عنهم… يلزم إقامة حراس على الأسماع حتى لا تخترق تلك الأسماع أصوات الفجور والدعارة، فتؤذي الروح… لنا أن نسأل: تُرى من هم هؤلاء الحراس الذين يحرسون الأسماع؟ وما هي تلك التعليمات والتوجيهات التي تضبط العيون الزائغة؟ أليست هي تبادل الحديث والحوار مع الصدِّيقين، فنشغل آذاننا، ونقوِّي أسماعنا ضد أولئك الذين يريدون أن ينحرفوا بنا بعيدًا عن الصدق .
يلزمنا أن نبتعد تمامًا عن كل ما هو مخجل، سواء كان مسموعًا أو مرئيًا .
يلزمنا أن نحفظ أنفسنا من حديث الافتراء والأخبار الكاذبة، تلك التي يجب ألاَّ تجد أذنًا صاغية من الذين آمنوا بالمسيح يسوع. لهذا يبدو لي أن المُربِّي لا يسمح لنا أن نتفوَّه بما لا يليق، كي نقوِّي أنفسنا مبكرًا ضد الفجور والدعارة… فإن النطق بألفاظ الدعارة والفسق مدعاة لارتكاب الفعل الفاضح. بينما مراعاة الحياء والتقوى في الألفاظ والكلمات يعتبر تدريبًا على ضبط الإنسان من الانزلاق في فعل الخطية ونتائجها .
يجب أن نُخرس تمامًا كل حديث فيه مزاح وثرثرة وسوء أدب، فقد قيل: “كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل” (أم 10: 9) .
الذي يثرثر في حديثه ينجس روحه .