لِذلكَ أَقولُ لكُم: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ ما تَأكُلون ولا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون.
أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟
"لا يُهِمَّكُم" في الأصل اليوناني μὴ μεριμνᾶτε (معناها لا تهتموّا) فتشير الى تعيين السيّد المسيح موقف التلاميذ إزاء حطام الدنيا ، وهو الاضطراب الذي يوَّلد القلق، والشك، لكنه لا يقصد بها عدم الاهتمام في أمر معيشتنا ولا التشجيع على الكسل واللامبالاة بل قصد أن يُدرّب الناس على الثقة بالله كما جاء في تعليم بولس الرسول "إذا كان أَحدٌ لا يُريدُ أَن يَعمَل فلا يَأكُل " (2 تسالونيقي3: 10). والمطلوب هو عدم الاهتمام أكثر من الواجب باحتياجاتكم الجسدية والاتكال على الله والثقة به غير خائفين من هموم المستقبل لكن دون اللامبالاة او الكسل او الخمول والاتكالية (لوقا 12: 50) التي تجعلهم عبئا ثقيلا على أكتاف الآخرين ومتطفلين عليهم، كما يؤكد ذلك بولس الرسول "فإِنَّكم تَذكُرونَ، أَيُّها الإِخوَة، جَهْدَنا وكَدَّنا فقَد بَلَّغْناكم بِشارةَ الله ونَحنُ نَعمَلُ في اللَّيلِ والنَّهار لِئَلاَّ نُثَقِّلَ على أَحَدٍ مِنكم" ( تسالونيقي 2: 9)