رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: السَّلامُ علَيكم! "جاءَ يسوعُ" فتشير الى ظهور المسيح القائم الأول لكل التلاميذ لكنه الخامس بالنظر الى ظهوره لبعضهم، أمَّا الظهور الأول فكان لمريم المجدلية (يوحنا 20: 16) والثاني لمَريم المِجدَلِيَّة ومَريمُ الأُخرى (متى 28: 9) والثالث لبطرس (1قونتس 16: 5) والرابع لتلميذي عماوس (لوقا 24: 13). ظهر يسوع لقيادة تلاميذه ومرافقتهم كما يرافق الراعي خرافه (يوحنا 14: 3-18)؛ يأتي يسوع حينما لا يعود الإنسان يترقّب أي شيء، ولا يعتقد بإمكانية حدوث أمر جديد. ومجيئه والأبواب مغلقة تؤكد أنَّ جسده القائم من الأموات أصبح له طبيعة جديدة الذي لم يُعد خاضعاً لنفس قوانين الطبيعة كما كان قبل موته، حيث كان يخترق الجدران والحواجز (يوحنا 20: 26). وأصبح ممكناً له الدخول والأبواب مغلقة. وهذا لا يعني أنه كان شبحا او خيالا بل كان " جِسْمًا رُوحِيًّا" كما سمّاه بولس الرسول (1 قورنتس 15: 44). أمَّا فعل "وقف" فيشير الى وقفة القيامة. وقوف يسوع في وسطهم والأبواب مغلقه لم يكن بعملٍ معجزي، لأن هذه هي طبيعة الجسم القائم من الأموات، إنما ما أراد يسوع تأكيده هو أنه قام بذات الجسم، لكنه جسم مُمجَّد. وبهذا يؤكد يسوع المسيح حضورَه في كلّ مكان، حضورًا غير خاضع لشريعة المكان والزمان، وغير مقيّد بالحاجات الماديّة والبيولوجيّة، ولا بقوانين الطبيعة كالجاذبيّة الأرضيّة. انه الجسد بذاته لكنه لابسٌ عدم الفساد كما جاء في رسالة بولس الرسول " فلا بُدَّ لِهذا الكائِنِ الفاسِدِ أَن يَلبَسَ ما لَيسَ بِفاسِد، ولِهذا الكائِنِ الفاني أَن يَلبَسَ الخُلود" (1 قورنتس 15: 53)؛ ويُعلق القديس أوغسطينوس حول "طبيعة الجسد المُقام" بقوله "على أي حال، أيا كانت طبيعة الجسد الروحاني، ومهما كانت عظمة نعمته، أخشى أن أتحدث في هذا، لأننا لا زلنا لا نحمل أية خبرة بخصوص هذه الحقيقة". |
|