رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من المبادئ السابقة أن جريجوري السابع أمن إيمانا قويًا بأن البابا له السلطة العليا في حكم المجتمع المسيحي، وأنه يعزل الملوك والأباطرة بوصفه نائبًا القديس بطرس، فإذا امتنع حاكم علماني عن تنفيذ تعاليم الكنيسة، فإن لها أن تحاربه بالأسلحة الروحية والمادية، وبعبارة أخري فإن جريجوري السابع رأي الطريق الوحيد لإصلاح العالم وتخليصه من الفوضى والشرور، هو إخضاعه للكنيسة، وإخضاع الكنيسة للبابوية، لذلك وجه جريجوري السابع مجمع روما الديني عام 1075 نحو اتخاذ قرار حاسم بشأن التقليد العلماني هذا نصه: (إن أي فرد من الآن فصاعدًا يتقلَّد مهام وظيفته الدينية من أحد الحكام العلمانيين يعتبر مطرودًا من الوظيفة ومحرومًا من الكنيسة ومن رعاية القديس بطرس، وإذا جرؤ إمبراطور أو ملك أو دوق أو كونت، أو أي شخص علماني على تقليد أحد رجال الدين مهام وظيفته الدينية فإنه يحرم من الكنيسة فورًا). ومن الواضح أن تطبيق هذا القرار يعني تحرير كافة رجال الدين في الأسقفيات والكنائس والأديرة من إشراف الملوك والأمراء في مختلف البلاد، كما يعني جعل البابا في روما هو المشرف الوحيد على جميع رجال الدين في كل العالم المسيحي الغربي: من حيث تعيينهم أو رسامتهم في مناصبهم والفصل في مشاكلهم والإشراف على أعمالهم. وهكذا أخذت سياسة جريجوري السابع تنذر بصدام عنيف مع الحكام العلمانيين فرفض وليم الفاتح ملك إنجلترا الاعتراف بسيادة البابوية والتبعية لها، في حين لم يعبأ فيليب الأول ملك فرنسا (1060-1108) بآراء البابا وطلباته، واستمر في سياسته نحو الكنيسة. |
|