|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدأت الحرب بين البابا جريجوري السابع Pope Gregory VII والإمبراطور هنري الرابع إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة (1056-1105) بدأت الحرب بينهما ومع أن موقف الطرفين كان حرجًا وصعبًا إلا أنه من الواضح أن هنري الرابع وجد نفسه في موقف أصعب من خصمه، لأن البابا كان يستطيع أن يعتمد على عطف كثير من أبناء العالم المسيحي بوصفه الأب الروحي للكنيسة، في حين كان هنري الرابع لا يستطيع حتى الاعتماد على ولاء رعاياه بعد أن وقع عليه البابا قراره بالحرمان بوصفه مسيحيًا وعقوبة العزل بوصفه ملكًا. وبعبارة أخري فإن كفتي البابوية والإمبراطورية لم تكونا متعادلتين أبدا عند بداية النزاع بل طيلة أدوار النزاع الآتية، لأن البابا كان يستطيع أن يعتمد دائمًا على أسلحه قويه أهمها شعور الشعب من حوله، فضلًا عن الأسانيد المستفادة من الكتاب المقدس التي تعطي البابا هذا الحق العظيم، في حين استند الإمبراطور فيما ذهب إليه إلى: 1- القانون الروماني الذي يمجد الإمبراطورية وسلطتها وهو مستمد من أصول وثنية يسهل على البابوية الطعن فيها. 2- الجيش الإمبراطوري الذي ثبت عجزه في أكثر من مناسبة عن إخضاع البابوية. 3- والواقع أن الإمبراطور لم يجد له نصير سوي تلك الفئة قليلة العدد من رجال الدين والإيمان الذين عرفوا بالسيمونية وسوء السيرة، وهؤلاء لم يكن لهم من النفوذ أو المقومات الخلفية ما يجعل منهم سندًا حقيقيًا للإمبراطور، أما ذو المكانة من القديسين وكبار رجال الدين فقد شايعوا جميعًا البابوية في موقفها المعادي للملك. وهكذا تلفت هنري الرابع حوله فلم يجد من يعتمد عليه من الدوقات والأمراء، إذ كانوا جميعًا يخشون نزعته الاستبدادية، فكان أن عقد أمراء ألمانيا وأساقفتها مجمعًا في تريبور tribur في أكتوبر 1076 وقرروا فيه الخروج على طاعة هنري الرابع وإنذاره باختيار إمبراطور غيره على ألمانيا إن لم يغفر له البابا في مده أقصاها فبراير 1077 م علي أن يقضي الفترة ما بين أكتوبر 1076 وفبراير 1077 في أحد الأديرة محرومًا من الإمبراطورية. وكان أن انسحب هنري الرابع إلي ذلك الدير الذي جعل يفكر فيه في حاله، وان كان الموقف لم يكن في حاجه إلى تفكير، ذلك أنه وجد نفسه وحيدًا أمام خصم عنيد لا يرحم، فلابد له من التراجع والاستسلام إذا أراد إنقاذ عرشه، مما تطلب من هنري الرابع سرعة العمل قبل أن يجتمع أعداؤه في ألمانيا فيؤدي ذلك إلى مظاهره عدائية ضد الملك تضعف مركزه وتجعل البابا يتشدد في موقفه، واخيرًا لم يجد الإمبراطور هنري الرابع حلًا أمامه سوى أن يرحل سرًا إلى البابا، في الوقت الذي كان البابا قد بدأ رحلته إلى ألمانيا، ولكنه أسرع عندما علم أن خصمه هنري الرابع عبر الألب ساعيًا إليه، واحتمي البابا في قلعه "كانوسا" التابعة لماتيلدا ملكه تسكانيا، وكان البرد قاسيًا عندما اخذ هنري الرابع يصعد الطريق الجبلي الوعر إلى قلعة كانوسا، حيث بقي ثلاثة أيام واقفًا على الجليد أمام أبواب القلعة الموصدة في وجهه، حتى تعطف عليه البابا وسمح له بالمثول بين يديه على شرط بأن يسلم للبابوية بكل ما تطلبه دون أي قيد وكان ذلك في يناير 1077. |
|