رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة السماء للتسبيح سَبِّحِيهِ يَا أَيَّتُهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. سَبِّحِيهِ يَا جَمِيعَ كَوَاكِبِ النُّورِ بعد أن دعا الصف الأول من الخورس للتسبيح، دعا الصف الثاني وهو السماء المنظورة أو شبه منظورة للإنسان من الشمس والقمر وجميع كواكب النور، والجلد الخ. تسبح الشمس والقمر والكواكب الرب، بكونها عمل الله، تكشف عن حكمته وقدرته وصلاحه كخالقٍ لها. *عندما يتحدث الكتاب المقدس عن لاهوت الرب، يقول إنه "ليس إنسانًا"، و"ليس لعظمته استقصاء" (مز 145: 3). وأنه "مهوب على كل الآلهة" (مز 96: 4). ويقول أيضًا: "سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده. سبحيه أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور" (مز 148: 2-3)[16]. العلامة أوريجينوس *رأى يوسفُ حُلمًا آخر، أخُبَر به أباه وأَمه: أنَ الشمسَ والقمرَ وأحَدَ عشَر نجمًا كانوا ساجدين له!" (راجع تك 9:37). لهذا وبَّخه أبوه قائلًا: "ما هذا الحُلم الذي حلُمتَ؟ هل نأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض؟" (تك 10:37) من هو غير يسوع المسيح، الذي سجد أمامَه أبواه وإخوته إلى الأرض؟ فقد سجد يوسف والعذراء مريم أم يسوع مع التلاميذ قدامَّه، واعترفوا بالله الحقيقي في هذا الجسد، الذي كُتب عنه: "سبحَّيه يا أيتها الشمس والقمر، سبحَّيه يا جميع كواكب النور" (مز 3:148). أيضًا ما معنى انتهار الأب، إلا قسوة شعب إسرائيل، الذي يأتي منهم المسيح بحسب الجسد، لكنهم اليوم لا يؤمنون أنه الله، وليسوا مستعدين أن يسجدوا له بصفته ربهم. لأنهم كانوا يعلمون أنه وِلدَ منهم، وقد سمعوا إجاباته لكنهم لم يفهِموها. وهم أنفسهم قرأوا أن الشمس والقمر يسبحانه، لكنهم رفضوا أن يؤمنوا أن هذا قيل إشارةً إلى المسيح. لهذا كان يعقوب مخطِئًا بخصوصِ الرمز الذي يشير إلى آخر، لكنه لم يخطئ في الحب الذي ينبع منه. ففيه لم ينحرف الحب الأبوي، لكن كان الاستدلالُ على عاطفةِ شعٍب سيضِّل![17] القديس أمبروسيوس سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ، وَيَا أَيَّتُهَا الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ . لعل من أهم البركات التي كان يتطلع إليها الساكنون في كنعان المطر، الذي يروي الأرض فتأتي بالثمار المطلوبة. في العصر الحالي نرى صرخات الكثير من البلاد بسبب الجفاف الذي يحلّ بالبلاد بسبب انعدام أو قلة المطر. فيتطلع البشر إلى سحب السماء التي تهب أمطارًا كبركة عظيمة، تدفعنا لتقديم الشكر والتسبيح لله. *دائمًا تعطي السماوات المطر للأرض. لكن انظروا، الآن تروي الأرض السماوات، حيث تثب دموع البشر إلى فوق السماوات، وتصعد إلى الرب نفسه. بهذا يمكن التسبيح بما يقوله المرتل بخصوص مياه الدموع: "سبحيه يا أيتها المياه التي فوق السماوات". الأب بطرس خريسولوجوس *ربما يقول أحد: كيف يمكن لهذه الأشياء أن تسبحه، وهي ليس لها صوت ولا لسان أو روح أو تفكير، أو مخ أو آلة صوتية أو عقل؟ توجد طريقتان للتمجيد، واحدة بالكلمة والأخرى بالنظر، وثالثة مع هاتين بالحياة والعمل. ها أنتم ترون أن الكائنات البشرية تقدم المجد لله، ليس فقط عندما يتكلمون، بل وعندما يحتفظون بالصمت. وكما قال المسيح: "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16). وأيضًا "أكرم الذين يكرمونني" (1 صم 2: 30). ويمكن أيضًا تقديم التمجيد باللسان، كما سبح موسى مع مريم بالكلمات: "فلنسبح الرب، لأنه بالمجد قد تمجد". هذا أيضًا يمكن أن يتم خلال الخليقة ذاتها، إذ يقول المرتل نفسه: "السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 119: 1). تسبحه أيضًا الخليقة بجمالها وحالها وعظمتها وطبيعتها ونفعها وخدمتها ودوامها والمزايا الصادرة عنها. لذلك عندما يقول: "سبحوا الرب يا أيها الملائكة والقوات والسماوات والقمر والشمس والمياه التي فوق السماوات"، يعني هذا أن كل شيء من الخليقة يتأهل لحكمة الخالق ومملوء بالعجب المرهب. وذلك كما قال موسى في البدء في اختصار: "ورأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31). إنه حسن إذ يمجد الخالق، ويقود الناظرين إليه إلى تسبيح الفنان. لهذا يدعو جمال المخلوقات تسبحة، حيث تبعث على تسبيح الخالق. هذا أيضًا ما يشير إليه بولس: "لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته" (رو 1: 20) . القديس يوحنا الذهبي الفم لِتُسَبِّحِ اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ . تسبح هذه المخلوقات خالقها، لأن مع كل ما فيها من إمكانيات وأنظمة، إلا أنها خُلقت بأمرٍ مجردٍ. لم يكن الله محتاجًا إلي زمن لدراسة خلقة هذه الكائنات، ووضع أنظمة لها، وتحديد أهدافها، والحفاظ عليها. الله في حبه لخليقته يود أن يثبتها إلى الدهر، وفي نفس الوقت يضع لكل منها حدودًا. فالبحر يعرف حدوده، فلا يغطي الأرض ويفسدها إلا بسماح من الله. والشمس لها حدودها، وإلا أحرقت كل ما على الأرض. من محبة الله ورعايته لخليقته يضع حدودًا، لا ليحطم أو ليظهر سلطانه، وإنما لأجل بنيان الخليقة ونفعها. في تعليق للقديس جيروم على ما ورد في إنجيل مرقس حين دعا السيد المسيح سمعان وأندراوس، فللحال تركا شباكهما وتبعاه، وأيضًا حين دعا يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه "تركا أباهما زبدي في السفينة مع الأجرى وذهبا وراءه" (مر 1: 20). يرى القديس جيروم ما لكلمات السيد المسيح من سلطان وفاعلية، فهو الذي "أمر فخُلقت" (مز 148: 5). *صنع المسيح كل الأشياء... لا بمعنى أن الآب تنقصه قوة لخلق أعماله، إنما لأنه أراد أن يحكم الابن على أعماله، فأعطاه الله رسم الأمور المخلوقة، إذ يقول الابن مكرمًا أبيه: "لا يقدر الابن أن يعمل شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأنه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك" (يو 5: 19). وأيضًا: "أبي يعمل حتى الآن، وأنا أعمل" (يو 5: 17). فلا يوجد تعارض في العمل، إذ يقول الرب في الأناجيل: "كل ما هو لي فهو لك. وما هو لك فهو لي" (يو 17: 10). هذا نعلمه بالتأكيد من العهدين القديم والجديد، لأن الذي قال: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1: 26)، بالتأكيد تكلم مع أقنوم معه. وأوضح من هذا كلمات المرتل: "هو قال فكانت، وهو أمر فخُلقت" (مز 148: 5). فكما لو أن الآب أمر وتكلم والابن صنع كل شيء كأمر الآب . القديس كيرلس الأورشليمي *بالحقيقة إنها (مخلوقات) جميلة، وتقدم منظرًا عجيبًا، يظهر الحقيقة أن لها خالق ولم توجد من ذاتها... من لهم أية شكوك، فليتعلموا مني أن لهم خالق أو صانع يعتني بها ويرعاها . القديس يوحنا الذهبي الفم *ترنم أيضًا داود القديس: "هو قال فصارت، هو أمر فخُلقت" (مز 23: 9). أما أنه "قال" فليس كما يحدث في حالة البشر عندما يتكلم المرء يستمع خادم ما، وبمجرد علمه برغبة المتكلم يسارع إلى التنفيذ والعمل، لأن هذا يختص بالمخلوقات. أما بالنسبة للكلمة فلا يليق أن يفكر أحد عنه هكذا. لأن كلمة الله خالق وصانع، وهو نفسه مشيئة الآب. من أجل هذا لم يقل الكتاب المقدس بأن المستمع سمع وأجاب فيما يخص الكيفية التي يريد أن تكون عليها المخلوقات، بل قال "ليكن"، ثم أضاف "وكان هكذا" (تك 1: 3، 6، 11، 15). البابا أثناسيوس الرسولي *حديث الرب نفسه فعّال، ما قاله حقق غرضه . القديس جيروم وَثَبَّتَهَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ، وَضَعَ لَهَا حَدًّا، فَلَنْ تَتَعَدَّاهُ . ما خلقه بأمرٍ مجردٍ يبقي آلاف السنوات أو الملايين. *"ثبتها إلى الدهر والأبد". كل الأشياء في السماوات، كل شيء في الأعالي، توجد مدينة في الأعالي صالحة ومقدسة ومطوَّبة، نحن قد تحولنا عنها وصرنا بائسين. إذ نريد العودة إليها نصير مطوَّبين على رجاء، وعندما نعود إليها نصير مطوّبين واقعيًا. "وضع لها حدًا لا تتعداه"... أي أمر تظنون يقبله الذين في السماء والملائكة القديسون؟ أي أمر أصدره الله لهم؟ ماذا سوى أن يسبحوه؟ طوبى للذين عملهم هو تسبيح الله! إنهم لا يحرثون ولا يطبخون، فإن هذه الأعمال تتم عن ضرورة، لا لزوم لها هناك. إنهم لا يسرقون ولا ينهبون ولا يرتكبون الزنا، فإن هذه من أعمال الإثم، وهناك لا يوجد إثم. لا يكسرون خبزًا لجائعين، ولا يقدمون كسوة لعريانين، ولا يستضيفون غرباء، ولا يفتقدون مرضى، ولا يطاردون مشاكسين، ولا يدفنون موتى، فإن هذه أعمال رحمة، وهناك لا يوجد بؤس، وليس من حاجة لإظهار أعمال رحمة. يا لهم من مطوبين! فكروا أننا نحن أيضًا سنصير هكذا! آه! لنئن، ولنتأوه على أنيننا. ماذا نحن عليه الآن، وماذا سيكون حالنا هناك؟ إننا معرضون للموت، متشردون، في مذلةٍ، تراب ورماد! أما الذي يعد فهو القدير. القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 81 | دعوة للتسبيح |
مزمور 33 - دعوة للتسبيح |
من يتأهل للتسبيح لك سوى السمائيين |
دعوة القادة للتسبيح |
دعوة السمائيين للتسبيح |