|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الَّذِي يُعْطِي الثَّلْجَ كَالصُّوفِ، وَيُذَرِّي الصَّقِيعَ كَالرَّمَادِ . إذ نزل كلمة الله إلى الأرض متجسدًا لكي يضم البشر معًا، ويقيم منها جسده، الكنيسة الجامعة، فإنه يجعل منها ثوبًا أبيض كالثلج، كما حدث عند تجليه (مت 17: 2). أقام كنيسته المقدسة المجيدة، التي بلا دنس ولا غضن (أف 5: 27). في نفس الوقت يقدم للبشرية التي تتقدس فيه نفسه كثوب برٍّ ترتديه. * بينما كان البشر غير مؤمنين، باردين (في المحبة) كسالى، صنع لهم ثوبًا من هذا الصوف. فلتُبسط على الصليب، لكي ما تغتسل من الدنس، وتتطهر بالإيمان، ولكي لا يكون بها غضن . القديس أغسطينوس القديس أغسطينوس* تجري كلمة الله بسرعة، وتنتشر كالثلج، والثلج نفسه كالصوف. لتطرد أيها الرب دنسي، لتنزع كل ما هو دنيء. هب ثلجك، نقاوتك، لأذهان المسيحيين، أي نرتدي ثوبك. المسيح هو لباسنا. إن أردنا أن نقتنيه كثوبٍ، فلنكن طاهرين كالثلج. القديس جيروم أما أن يجعل الصقيع كالرماد، فذلك لأن الرماد يرتبط بالتوبة والتواضع. يرى القديس أغسطينوس أن الإنسان الذي يريد أن يتعلم ويلتقي بالله، يكتشف أنه في ظلمة كما في صقيع، ويحتاج إلى التوبة بروح التواضع. * إذا ما دُعي إنسان ليتعلم عن الله، فليُقال له: "اقبل الحق". وإذ يبدأ في الرغبة لقبول الحق يجد نفسه عاجزًا. يرى نفسه كمن هو في نوعٍ من الظلمة، وبسببها لم يكن يرى... لا تتجولوا في الصقيع، بل اتبعوا الإيمان. وإذ أنتم تسعون في أن تروا وأنتم عاجزون، توبوا عن خطاياكم، فإن الصقيع يُذرى كالرماد. توبوا عن كونكم معاندين لله، توبوا عن إتباعكم طرقكم الشريرة. إنكم تأتون إلى هذه الحالة حيث يصعب عليكم الرؤية للنعيم، وسيكون لكم الصقيع نافعًا لكم حيث يذريه الله كالرماد. أنتم أنفسكم لازلتم صقيعاً بل مثل الرماد، لأن الذين يتوبون يغلفون أنفسهم في الرماد، ويشهدون يا إخوتي أنهم مثل الرماد، قائلين لله: "أنا رماد". يقول الكتاب: "احتقرت نفسي وتبددت، حسبت نفسي ترابًا ورمادًا". (انظر أي 30: 19 Vulgate) عندما تحدث إبراهيم مع الله، قال: "أنا تراب ورماد" (تك 18: 27)، هذا هو تواضع التائبين. |
|