01 - 06 - 2022, 05:56 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
روى لنا البطريرك (( صفرونيوس )) في كتابه (( المرج الروحي )) قصة تاجر فاضل من مدينة الاسكندرية ,
تحلى بتقوى صادقة للعذراء , وجعل داره ملاذا ً للفقراء والمعوزين , وكانت زوجته ذات فضل واحسان ,
دائبة على العبادة وفعل الخير مع الجميع . اقتضت مهام الرجل أن يسافر بضعة أيام , وعندما ازفت ساعة
الرحيل سألته زوجته : الى من أوكلت أمر حراستنا والسهر عليَّ وعلى صغيرتنا ؟ فأجاب بثقة عالية : ليس
لي غير العذراء القديسة , فقد سلمتكما الى حمايتها فهي ستسهر عليكما .
تحققت المرأة الأمينة الفاضلة , بعد ايام , قيمة حماية مريم , فان احد الخدم عقد العزم على اغتيال سيدة البيت
وأبنتها , ثم ينهب الدار ويولي هاربا ً . واذ شرع بأ نجاز مآربه الشنيع أخذ مدية حادة وتوجه نحو مخدع السيدة
اصيب بعمى فجائي فأمسى عاجزا ً عن التقدم الى الغرفة وعن العودة من حيث اتى , فأخذ ينادي سيدته أن
تبادر اليه ليسر اليها بأمر هام جدا ً , لكنها أجابته ببساطة أن يأتي الى المقصورة حيث كانت مع طفلتها .
ولما ايقن أن مؤامرته الدنيئة باءت بالفشل , وخشية من اكتشاف أمره , انهال يضرب نفسه بالمدية التي أعدها
لأغتيال الغير , وصراخه وعويله يملآن أرجاءالدار .
اضطرت ربة البيت عند ئذ الى مغادرة غرفتها لتتحقق مما يجري , واذ رأت الخادم على تلك الحال استنجدت
بجيرانها الذين بادروا الى الدار وأخذوا في استجواب الخادم لمعرفة سبب انتحاره واذ به يعترف بنيته الأثيمة
أمام الجميع . هكذا سمحت حكمة الله أن يبقى للجاني رمق من الحياة ليدلي بذنبه أمام العدالة . فمجد الحاضرون
العناية الألهية , شاكرين للعذراء القديسة حمايتها .
|