رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد "لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد" فتشير إلى كلام يسوع مرة أخرى عن وَحْدَة التلاميذ، وهي غاية إعطائه إياهم المجد الذي أعطاه الأب إياه؛ ومثال هذه الوَحْدَة هي وَحْدَة الآب والابن، لا وَحْدَة المصالح والمكاسب، بل وَحْدَة المحبة والتواضع والبذل والوداعة. ويعلق المؤرخ الكنسي اوسابيوس القيصريّ " لا يريدُنا أن نكون مجرّد جماعة، بل أن نشكِّلَ وَحْدَة كاملةً ونكون مجتمعين من خلال ألوهيَّتِه في مجد الملكوت، لا بالذوبان في جوهرٍ واحدٍ، بل بالكمال وهو قمّة الفضائل. هذا ما أعلنَه الرّب يسوع المسيح حين قال: "فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً" (مؤرِّخ اللاهوت الكنسي، الجزء الثالث). وتتحقق الوَحْدَة بحب بعضهم لبعض. ويؤكد السيد المسيح أن مصدر الوَحْدَة هو قبوله، كابن الإنسان، المجد من أبيه ليهبه للمؤمنين به. وهكذا يركز السيد المسيح على الوَحْدَة كأمرٍ أساسي وجوهري، وهي ليست بالوَحْدَة الظاهرية كتجمع القيادات الكنسية معًا، لكنها وَحْدَة عمل الروح القدس، الذي يضمُّ الكل بالروح لغاية مقدسة كاملة. وهذه الغاية هي أن يصير الكل واحدًا في الآب والابن كما هما واحد. فمن يقبل السيد المسيح "الطريق" يسير به إلى حضن الآب متحدًا معه، كما يسير به إلى قلوب المؤمنين لاختبار وَحْدَة الإخوة. ولانَّ الروح القدس هو روح الآب وروح الابن، لذا يرى البعض أنه روح الوَحْدَة، هو واهب عطية الوَحْدَة، إذ يجمع الكل معًا ليعمل الكل في الكل (1 قورنتس 12: 4). ويعلق القديس باسيليوس بقوله "إن يسوع صلى لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد لأنه عندما يكون الله الذي هو واحد في كل واحدٍ، فإنه يجعل الكل واحدًا، ويضيع العدد في حلول الواحد". |
|