رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
داود يُرسَل «الرَّجُلَ الَّذِي يَقْتُلُهُ يُغْنِيهِ الْمَلِكُ غِنًى جَزِيلاً، وَيُعْطِيهِ بِنْتَهُ» ( 1صموئيل 17: 25 ) تطالعنا الآيات 1صموئيل 17: 12-15 بداود يذهب متنقلاً بين غنمه وبلاط الملك، متمتِّعًا بالراحة أينما كان، وهي صورة جميلة للربّ يسوع في اتِّضاعه، وتكريسه الذي لا يكلّ. وعندما ذهب داود ليفتقد سلامه إخوته، سمع التحدِّي اليومي، والتعييرات المُتكرِّرة التي يُلقيها المبارز الفلسطيني في وجه إسرائيل. وإذ انتابته الدهشة والإحساس العميق بهذه الإهانة، استفهم عمَّا يُفعل للرجل الذي يقتل ذلك الفلسطيني (ع25). وعندما سمع أخوه الأكبر أليآب كلامه، حميَ غضبه وتحدَّث إليه بحدَّة، متَّهمًا إيَّاه بالكبرياء وحب الاستطلاع (ع28). ومع أن أليآب كان حاضرًا مسح صموئيل لداود ( 1صم 16: 13 )، فإنه ـــــ على ما يبدو ـــــ لم يأخذ هذا الأمر مأخذ الجد. وهذا يذكرنا بإخوة الرب، الذين يسجل لنا البشير يوحنا أنهم "لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ" ( يو 7: 5 ). ولقد مرَّت أربعون يومًا على هذه الحال. والرقم أربعين في الكتاب المقدس هو رقم كمال فترة الاختبار، وبعدها تبرهن أنه لا يوجد رجل في إسرائيل يقدر أن يُنازِل جبار الفلسطينيين. ولا حتى أليآب رغم طول قامته ( 1صم 16: 7 )، أو شاول، رغم أنَّه «كَانَ أَطْوَلَ مِنْ كُلِّ الشَّعْبِ مِنْ كَتِفِهِ فَمَا فَوْقُ» ( 1صم 10: 23 )، وذلك لأن الرب كان قد تركه. وهذه تذكرنا بالأربعين قرنًا التي مرت من آدم إلى مولد المسيح «وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ ... لِيَفْتَدِيَ» ( غل 4: 4 ، 5). ولكن هناك فارق هام، وهو أن المسيح تدَّخل في قضيتنا، ليس لكي يغتني هو (ع25)، بل لقد «افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِه» ( 2كو 8: 9 )، ولا ليصبح بيت أبيه حرَا، بل إنه «إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ... أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ» ( في 2: 6 ، 7). |
|